خلف الصور الزاهية لكأس العالم الزاخرة بالحبور والمتعة، تختبئ صور أقل بهاء. ليال حمر وتحكيم مشبوه وتسميم لاعبين ومنشطات.... بعض من خفايا هذه البطولة العالمية يكشفها فيلم وثائقي فرنسي بعنوان «التاريخ الحقيقي لكأس العالم» في نحو ساعتين تدور في كواليس قصص «كأس» ملأى بالأسرار، يقدمها المخرج الفرنسي ستيفان بن حام في شريط عرضته القناة الفرنسية الثالثة «فرانس 3». كأس لا تقتصر على الانتصارات والهزائم ولا على المفاجآت، كأن تذهب إلى من لم يكن موعوداً بها، أو تحيد عن فرق عرفت بأسماء أبطالها مثل هولاندا «كرويف» وفرنسا «بلاتيني»، وبطولة لا تخفي تدابير وقواعد غير مكتوبة كتلك التي تقرر أن البلدان التي تنظمها يجب أن تذهب في اللعب إلى أبعد ما يمكن، وسيكون كذلك من الأفضل لو تربح النهائي! كأس يراها الوثائقي من زاوية مختلفة، فيكشف ما خلف الواجهة ويرسم تاريخ كأس العالم منذ بدايتها عام 1930 عائداً إلى كل غموض لفّها ونزاع شوّهها أو جدال أحاط بها. في دورة 1934 في ايطاليا تحكيم مشبوه للمباراة النهائية التي أُجريت بين ايطاليا وتشيكوسلوفاكيا (الحكم السويدي تعشى مع موسوليني!)، وثمة أموال تلقاها فريق اليونان وهدف مشبوه سدّده الايطاليون في مرمى اسبانيا خلال التصفيات! في كأس 1974 هزيمة لم تكن على البال لحقت بالفريق الهولندي ولاعبه الشهير كرويف، فيومان قبل المباراة النهائية ضد ألمانيا الديموقراطية تسلل صحافيان ألمانيان إلى سهرات الفريق الهولندي ونشرا مقالاً مطولاً عن ليال حمر بصحبة فتيات ومسكرات... الخبر ترك أثراً كبيراً على كرويف لاسيما بعد رد فعل زوجته، فنجحت محاولة زعزعة الفريق وفشل في نيل الكأس وربحت المانيا! أربع سنوات بعدها، كان على الارجنتين أن تربح البيرو بفارق مريح من الأهداف لتتأهل للنهائي، وقد حصل! ويبدو وفق الفيلم، أن قروضاً أعطيت للبيرو وأن معارضين بيروفيين اختفوا في الأرجنتين نتيجة اتفاقات بين الديكتاتوريين الحاكمين آنذاك في البلدين. أما في عام 1990 وأثناء تصفيات الثمانية بين البرازيلوالأرجنتين، فقد استغل مدلّك أرجنتيني دخل لإسعاف أحد لاعبي الأرجنتين طلب لاعب برازيلي ماء للشرب فناوله زجاجة «مختلفة» كان طعم مائها غريباً بحسب البرازيلي الذي شعر خلال اللعب بدوار... مارادونا بعد زمن أشار في أحد تصريحاته النارية إلى «منوم» وضع في كأس لاعب برازيلي! قصص لن تنتهي، لكنها لن تمنع العالم من متابعة البطولة بحماسة هائلة غير عابئة بما حصل وبما سيحصل (إلا إذا مسّ فريقهم المفضل بالطبع)، ولن تحفظ الذاكرة سوى أوقات المتعة في الملاعب أو أمام الشاشة الصغيرة، متناسية كل جدل وفضيحة، ومحتفظة بالبهجة والبهجة فقط حتى مع أفلام كهذه!