أعلنت وزارة الداخلية السورية امس، ان «مجموعة تخريبية إرهابية» فككت فجر أمس قسماً من السكة الحديد في منطقة السودا، على بُعد بضعة كيلومترات شمال غربي حمص، ما أدى الى خروج عربات قطار كان متوجهاً من حلب في شمال سورية إلى دمشق في جنوب البلاد. وأسفر الحادث عن قتل سائق القطار وأصابة معاونه بجروح بليغة واشتعال عربة المقدمة في القطار الذي كان يحمل 500 شخص، بينهم 20 من افراد الطاقم. وشاهدت مراسلة «الحياة» خروج عربات القطار عن السكة الحديد، بعدما كانت ضمن وفد إعلامي نظمت وزارة الاعلام زيارته الى منطقة السودا صباح امس. وبحسب المصادر في وزارة الداخلية، فإنه في حدود الساعة الثالثة وعشر دقائق فجراً «أقدمت مجموعة من الإرهابيين على تخريب سكة القطار في منطقة قزحيل شمال غربي حمص فوق جسر طوله 15 متراً وارتفاعه 3 أمتار، بقصد حرف القطار عن سكّته وارتكاب مجزرة بحق الركاب الأبرياء البالغ عددهم 480 راكباً والقادمين من حلب إلى دمشق، ما أدى إلى انقلاب القاطرة الأساسية وجنوح العربات الثماني الأمامية خارج السكة». ونقلت «الوكالة السورية للانباء» (سانا) عن مصدر في وزارة الداخلية دعوته «جميع الإخوة المواطنين الى التعاون مع أجهزة الشرطة والأمن والإدلاء بأيِّ معلومات تتوافر لديهم عن المخربين والمجرمين الذين يتسترون بالتظاهرات لتنفيذ أعمال إرهابية تستهدف المواطنين الأبرياء وتخريب الممتلكات العامة والخاصة»، مؤكداً ان الوزارة «ستتعامل بحزم وشدة مع هؤلاء المخربين». وقال محافظ حمص غسان عبد العال للصحافيين في السودا، ان «العمل التخريبي، الذي طال القطار المتجه من حلب إلى دمشق اليوم (امس)، جريمة يندى لها الجبين، خصوصاً أن من بين ركاب القطار نساء وأطفالاً ومرضى منقولين إلى دمشق». وزاد ان «قطار شحن مرَّ من جهة معاكسة من حمص إلى حلب قبل الساعة الواحدة فجراً، وكانت السكة سليمة، ما يدل على أن عملية التخريب حدثت بين الواحدة والثالثة فجراً وأن موعد مرور قطار الركاب كان في الساعة الثالثة وعشر دقائق وقت وقوع الحادثة، ذلك ان المجموعات التخريبية استغلت تفضيل المواطنين التنقل بالقطار بين حلب ودمشق باعتباره آمناً، كما اختارت توقيتاً يزداد فيه عدد المسافرين بسبب الأجواء الحارة، ويوماً يشهد عودة غالبية المواطنين من حلب إلى دمشق». و قال عبد العال رداً على سؤال، إن في المنطقة «قوساً للسكك الحديد من الناحية الميكانيكية، بالتالي أيُّ انزلاق أو انحراف يكون قاتلاً، وان القدر أنقذ هذا القطار حيث استمر بالاحتكاك مع الأرض إلى أن توقف بسلام، إلا أن النيران اشتعلت في عربة الرأس القاطر ما أدى إلى احتراقها كاملة من دون التمكن من إطفائها بسبب شدة الاحتراق جراء اشتعال الوقود الموجود ضمنها، ما تسبب باستشهاد سائق القطار الذي لم تتمكن فرق الإطفاء من إنقاذه». وأشار المحافظ إلى «آثار لإطارات دراجات نارية قرب الجسر الذي اختير لينزلق عنه القطار، لا سيما أن هناك انحداراً كبيراً يمكن أن يؤدي إلى خسائر كبيرة بحسب مخططاتهم». وزاد: «تشكل هذه الجريمة وهذا المنظر رسالة لكل من يقول إنها سلمية». من جهته، قال المدير العام للمؤسسة العامة للسكك الحديد جورج مقعبري، إن «اختيار مكان وقوع الحادث من قبل المخربين يدل على أن مخططهم كان يستهدف قتل كل ركاب القطار، خصوصاً أنه تم فك جبائر الخط الحديدي وعدد من العوارض مسافة عشرات الأمتار بغية تحقيق هذا الهدف»، لافتاً الى أنه «تم وضع خطة سريعة لإصلاح السكة مكان الحادث وإزاحة العربات المتضررة ونقلها إلى أماكن الصيانة والإصلاح». وقال مدير فرع حمص للسكك الحديد جورج عيسى، إن «العمل التخريبي» قامت به «جماعة إرهابية». الى ذلك، تحدثت «سانا» عن إصابة «ثلاثين عنصراً من قوات الجيش وقوى حفظ النظام بجروح بعضها خطرة، برصاص المجموعات الإرهابية المسلحة في منطقة باب السباع في حمص» الجمعة.