غص المسرح الروماني لمدينة جميلة الأثرية، الذي احتضن الدورة السابعة من «مهرجان جميلة» قبل أيام بالمتفرجين الذين جاؤوا من كل حدب وصوب لمشاهدة «الكينغ»، أو الشاب خالد، في أولى سهرات المهرجان. وافتتح خالد السهرة بأشهر أغانيه ليختتمها بترديد كلمات أغنية «أنا جزائري» كتحية للثورات العربية. كما أعلن عن إصدار ألبومه الجديد في تشرين الأول (أكتوبر) المقبل. وغادر خالد المهرجان، مخلّفاً آثار نيرانه التي أطلقها على المغني اليهودي المولود في الجزائر أنريكو ماسياس عبر الصحف، عندما وصفه ب «الحمار». وبالعودة إلى الحفلة، قدّر منظمو «مهرجان جميلة» عدد الحضور في سهرة «الكينغ»، كما يسميه الجزائريون، بحوالى 7600 متفرج غصّ بهم المسرح الروماني «الكويكول»، بينما تابع جمهور أقل حظاً الحفل من خارج المسرح بعدما امتلأت المقاعد عن آخرها، على رغم ارتفاع سعر التذكرة. وغنى خالد أشهر أغانيه، تلك النابعة من الموروث الوهراني، والعصرية أيضاً، مثل «بختة»، «وهران»، «ولي لدارك»، «عايشة»، «دي دي»، «الشابة» وغيرها من الأغاني التي حولت الجمهور أمواجاً بشرية راقصة، وظل يطالبه بالمزيد حتى ساعة متأخرة من الليل. وفي آخر الحفل، أدى خالد مقطعاً من أغنية «أنا جزائري، أنا مغربي، أنا عربي»، للتعبير عن ارتباطه ببلده وبالمغرب العربي والعالم العربي بشعوبه التي يعيش نيران الثورات وأوجاعها وأفراحها أيضاً. ونقلت جريدة «الخبر»الجزائرية أنه، وخلال لقاء له مع الصحافة، تحدث عن العلاقة بين الجزائريين والمصريين «الأشقاء»، وكشف عن عمل فني سيجمعه قريباً مع الفنان المصري محمد منير. أما الاحتجاجات، فقال إنه يفضلها سلمية لأن «بولحية الفاشيست متربص بها وبالشباب» كما قال، وقد عبر في هذا الصدد عن استيائه من إضراب مضيفي شركة الخطوط الجوية الجزائرية الأخير نظراً للأزمة الكبيرة التي أحدثها. ومن جهة أخرى، لم يتردد خالد في التعليق على التناقضات التي شابت تصرفات أنريكو ماسياس، الفنان اليهودي الفرنسي الذي نشأ بمدينة قسنطينةالجزائرية، قائلاً: «الحمار حمار»، إذ تسببت مواقف ماسياس في منعه من زيارة الجزائر وخصوصاً قسنطينة التي يسعى إليها منذ سنوات، لكنه في كل مرة يتعثر بسبب تصريحاته ضد الجزائر أو بسبب دعمه المطلق للصهاينة. ويحضر «مهرجان جميلة» هذا العام فنانون عرب عدة، منهم الشاب الجيلاني، كارول سماحة، ملحم بركات، جوزيف عطيه، نور مهنا وصابر الرباعي. بينما غابت إليسا التي كانت وسائل إعلام عربية تناقلت خبر غنائها للمرة الأولى في الجزائر هذا العام، وغاب أيضاً كاظم الساهر الذي سبق له زيارة «مهرجان جميلة» مرات عدة. أما المنظمون فلم يتحدثوا عن أسباب هذا الغياب الذي يرجح أن يكون مالياً. يذكر أنه سبقت انطلاقة المهرجان دعاوى من ناشطين على «فايسبوك» لمقاطعته، وتحويل الأموال التي تصرف عليه وعلى الفنانين إلى مشاريع تنموية لمصلحة الشباب. وقد عرفت هذه الصفحة إقبال العديد من المتصفحين الذين تجاوز عددهم العشرين ألفاً في توقيت قياسي. أما الكلفة، فقالت إدارة المهرجان أنها قفزت من ثمانية ملايين دينار، للدورة الأولى قبل سبع سنوات، إلى 80 مليون دينار اليوم (أي حوالى 800 ألف يورو)، معتبرة أن هذا المبلغ بسيط وبالكاد كاف لتغطية نفقات مهرجان عربي بالحجم الذي يراد له.