قالت وسائل إعلام إسبانية، أمس، إن الائتلاف الاسباني فاز بعقد المرحلة الثانية والأخيرة من قطار الحرمين السريع بقيمة 10 بلايين دولار (73.5 بليون ريال)، متقدمة على العرض الفرنسي الذي كان يفوقها بنحو 30 في المئة.وأكدت أن وزير النقل الإسباني أبلغ الأمر إلى الشركات الفائزة، في الوقت الذي أبلغت فيه الحكومة السعودية الشريك السعودية بفوزهم بالعقد. وتتضمن المرحلة الثانية والأخيرة لمشروع قطار الحرمين السريع الذي يربط مكةالمكرمة بالمدينة المنورة عبر محافظة جدة، الجوانب الفنية والتشغيلية، ويتضمن تشييد الخط الحديدي وإنشاء نظام الإشارات والاتصالات، وتوريد القطارات والمعدات وأسطول النقل والتشغيل والصيانة، إضافة إلى أن الأعمال تشمل إنشاء خطوط حديدية مكهربة بطول 450 كلم، وسيكون من التزامات المتنافسين لهذه المرحلة تأمين قطارات سريعة بالعدد الكافي لمواجهة أعداد المسافرين المتوقعة، وصيانة وتشغيل المشروع، وتوفير الطاقة الإضافية لمجابهة نمو الطلب طوال فترة التشغيل التي تستمر 12 عاماً. وكان الرئيس العام للمؤسسة العامة للخطوط الحديدية عبدالعزيز الحقيل، أوضح ل «الحياة»، في وقت سابق أن الإعلان عن قيمة العروض المالية سيتم بعد درس العروض ومراجعتها مع العروض الفنية التي تم فتحها في وقت سابق، بعدها سيتم الإعلان رسمياً عن الائتلاف الفائز وسيكون إما «ائتلاف الشعلة، أو ائتلاف الراجحي». مشيراً إلى أن عرضي الائتلافين مقنعين، ومتقاربين. وقالت صحيفة Economista الإسبانية أن وزير النقل خوسيه بلانكو، قد أكد يوم الاثنين على أعضاء «الكونسورتيوم» الذين فازوا بالعقد، ولم يصدر عن أي مصدر مسؤول في وزارة النقل أو المؤسسة العامة للخطوط الحديدية تأكيد لهذا الأمر، بخاصة أن «المؤسسة» في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي نفت خبر عن عزمها الإعلان عن الفائز خلال 14 يوماً، فيما أعتبر أن عدم نفيها للأمر دليل على صحته. وسبق المرحلة الثانية، فتح العروض المالية لمنافسة بناء محطات قطار الحرمين السريع، إذ يتم إخضاع تلك العروض إلى الدراسة والتحليل ليتم إعلان الائتلافات الفائزة ببناء المحطات الأربع للمشروع في كل من مكةالمكرمة، والمدينة المنورة، وجدة، ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية في رابغ، كما سبق أن تمت ترسية أعمال المرحلة الأولى (الجزء الأول) التي تشمل الأعمال المدنية مثل أعمال الردميات والجسور والعبارات للخط أو الطرق المتقاطعة معه على ائتلاف الراجحي بقيمة 6.8 بليون ريالاً في شهر صفر 1430 ه (فبراير 2009). يذكر أن الحكومة السعودية قد اتخذت قراراً، بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، في شهر فبراير من عام 2008 بتمويل المشروع من الصناديق الحكومية، من أجل الإسراع في تنفيذه. وكانت «المؤسسة العامة للخطوط الحديدية» وهي الجهة المشرفة على المشروع قد تعاقدت مع شركة «فوستر وشركاؤها» لإعداد التصاميم الهندسية لمحطات الركاب لمشروع قطار الحرمين السريع بقيمة إجمالية تبلغ 142 مليون ريال (37.8 مليون دولار). ويربط المشروع، وهو أول سكة حديد تعمل بالطاقة الكهربائية في السعودية، المدينتين المقدستين (مكةالمكرمة والمدينة المنورة) مع مدينة جدة، ومدينة الملك عبد الله الاقتصادية في رابغ، حيث تشير الدراسات التي بني على أساسها المشروع إلى نقل نحو 20 مليون حاج ومعتمر وزائر سنوياً، ويمكن لوفود الحجاج والمعتمرين والزوار التنقل بين المدينتين المقدستين في وقت قياسي نسبياً بعد اكتمال عناصر المشروع، حيث يشير القائمون على المشروع إلى أن الزوار يمكنهم التنقل بين مكةالمكرمة والمدينة المنورة في وقت لا يتجاوز ساعتين.