يتوجه الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي اليوم الى بروكسيل للمشاركة في حضور اجتماع وزراء خارجية الدول ال27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، للتداول في تطورات الأوضاع في سورية. وكان العربي التقى أمس وفد ائتلاف القبائل السورية الذي سلمه مبادرة لمّ شمل المعارضة الداعية إلى انخراط كل التيارات والتكتلات داخل مؤسسة المجلس الوطني السوري. وأوضح بيان للجامعة أمس أن اجتماع بروكسيل يبحث ويتبادل وجهات النظر حول تطورات الأوضاع في المنطقة العربية في ظل الربيع العربي وتداعياته. وكانت الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون وجهت دعوة للعربي لحضور الاجتماع في اطار التشاور بين الاتحاد والجامعة. وأكدت القاهرة مجدداً أنها مع الحل العربي للأزمة في سورية، وقال وزير الخارجية محمد عمرو في محاضرة أمس أمام طلبة أكاديمية ناصر العسكرية العليا إن مصر تعمل مع باقي الأشقاء العرب على التوصل إلى وقف فوري لأعمال العنف والقتل الجارية في سورية، مشيراً إلى عضوية مصر في اللجنة الوزارية العربية المعنية بالملف السوري. ولفت عمرو إلى أن مصر تعمل لترسيخ الإطار العربي لحل الأزمة الراهنة والحيلولة دون التدخل الأجنبي في الأزمة. وقال عمرو إن دور الجامعة العربية في المنطقة تغير وأصبح أكثر فاعلية وتأثيراً بدءاً من أزمة ليبيا مروراً بأزمة سورية، معتبراً أن الأزمتين أعادتا صوغ مفاهيم عدة تتصل بالعلاقات العربية - العربية وطبيعة دور الجامعة. وأكدت الهيئة العامة للائتلاف العلماني الديموقراطي السوري ضرورة تطبيق العقوبات التي فرضتها الجامعة على دمشق. وقالت رئيسة الهيئة راندا قسيس إن الإدانة والعقوبات على رغم ذلك لا تكفي لإيقاف القمع. ودعت إلى تدويل الملف السوري وإحالته إلى مجلس الأمن، ومن ثم يأخذ مجلس الأمن إدانات واضحة ضد النظام السوري. وأشارت قسيس في تصريحات إلى «الحياة» إلى أن الائتلاف العلماني تأسس في بون (ألمانيا) قبل أن يتأسس في شكل رسمي في شهر أيلول (سبتمبر) الماضي. وأوضحت أن الأهداف الأساسية للائتلاف «تتركز في المدي القصير في إسقاط النظام وهو ما نشترك فيه مع مختلف قوى المعارضة، كما نتفق معها في طلب الحماية للمدنيين». وقالت إن الائتلاف يهدف على المدى البعيد إلى: فصل الدين عن السياسة، والاعتماد على الشرعية الدولية لحقوق الإنسان، وبناء دولة ديموقراطية ليست فقط بالمفهوم العام من خلال صناديق الاقتراع، ولكن إنشاء دولة مؤسسات تحاسب وتراقب. وأوضحت قسيس أن الائتلاف يضم أحزاباً كردية، المنظمة الآشورية، حركة السريان، حزب الحداثة والديموقراطية، والانفتاح. وشددت على أن «غلبة الأقليات في الائتلاف رسالة، لأن النظام ظل يستخدم خوف الأقليات، على رغم عدم وجود إحصاء بأعدادهم». وقالت: «إن السوريين سيكتشفون أن هؤلاء السوريين ليسوا أقلية، وإنما قد يصلون إلى 35 في المئة من الشعب. كما لفتت إلى أن «الأقليات دائماً تتجه إلى العلمانية من دون خوف من الأكثرية، فيصير عندهم حقوق المواطن. فالكشف عن حجمهم الحقيقي والتمسك بالعلمانية يقضيان على الخوف ويمنعان استخدام حاجز الخوف أو التخويف من قبل السلطة». وأوضحت قسيس أن الائتلاف يشتغل مع المعارضة وموجود في المجلس الوطني السوري من خلال أربعة مقاعد للائتلاف في المجلس، إضافة إلى مقاعد مخصصة لأحزاب الائتلافات. وأكدت رفض المجلس الوطني لضمِّ تكتلات وأحزاب من خارجه في المرحلة الراهنة «أننا ما زلنا نعاني من ثقافة استبدادية لم تختف».