نيقوسيا -ا ف ب- اضطر نجم كرة السلة الصينية وفريق هيوستن روكتس المشارك في الدوري الاميركي للمحترفين، العملاق ياو مينغ الى اعلان اعتزاله بسبب الاصابات المتكررة التي لحقت به. يغادر مينغ الساحة السلوية مثقلاً بإصابات سرعت في وضع حد لمسيرته وكبحت جماح طموحاته، بعد ان خاض خمس مباريات فقط في الموسمين الاخيرين في صفوف هيوستن روكتس علماً بأنه انضم اليه قبل ثمانية مواسم، بعد تألقه في صفوف منتخب بلاده وناديه شنغهاي تشاركس. مينغ (30 عاماً و229 سم) الذي كان نموذجاً دولياً ورمزاً لانفتاح دوري كرة السلة الاميركي للمحترفين على الخارج، وتحديداً قارة آسيا وفق المفهوم التسويقي–الاقتصادي الجديد، غاب عن مجريات موسم 2009-2010 بالكامل اثر اصابته بكسر في ساقه وخضوعه لجراحة. اما الموسم الماضي فاكتفى بخوضه المباريات الخمس لاصابته بالتواء في كاحله، اعتبرها كثيرون انها ستقضي على مستقبله في الملاعب. عاش مينغ حالة «الرأس تريد والجسم لا يستجيب»، وهو صراع زاد من معاناته في الاشهر الاخيرة، خصوصاً انه حين انتقل الى الولاياتالمتحدة نظر اليه ك«مغير» ل«احداثيات» اللعبة، ومؤهل لتسجيل اسمه على اللائحة التي تضم ايفان دراغو وشاكيل اونيل ورالف سمبسون وشوان برادلي وجورج موروسان ومانوت بول. «قامات» لا تقارن لكن تحرج اصحابها في الوقت ذاته، خصوصاً ان الجميع يريد مجاورتها او التطلع اليها، على حد تعبير شاك هايز، الذي يصف مينغ ب«منحة ثمينة» كسبها دوري المحترفين «فكان ذلك مثيراً ورائعاً». وتساءل هايز ان كان «هذا النجم جاء قبل عصره على غرار ملك البوب مايكل جاكسون وملك الروك اند رول الفيس بريسلي». اكتفى مينغ بمسيرة مبتورة، لكن نجوميته تعدت ملاعب كرة السلة واجواءها. فهو سفير الرياضة الصينية وسبق ليو كسيانغ، البطل الاولمبي والعالمي في جري 110 امتار حواجز، في احتلال صوره اللوحات الاعلانية في بلاده، باعتبار انه رمز للتفوق ومثال يحتذى. لذا عهد اليه حمل العلم الصيني في طابور العرض خلال افتتاح دورتي اثينا 2004 وبكين 2008 الاولمبيتين. واستقطب الاضواء في اولمبياد بكين خصوصاً في المباراة التي جمعت منتخبي الولاياتالمتحدة واصحاب الارض، بحضور الرئيس الاميركي جورج دبليو بوش. وشكل مينغ حالة خاصة «هيستيرية» في اوساط الصينيين، فحظيت استفتاءات لاختيار افضل اللاعبين في الدور الاميركي للمحترفين بملايين من اصواتهم دعماً له، واجتاحوها اجتياحاً حتى عندما يكون مصاباً. ولم يكن مينغ اول صيني في الدوري الاميركي، اذ سبقه الى هذا «الشرف» وانغ زهي زهي الذي انضم الى لوس انجليس كليبرز، لكن شتان بين مسيرة اللاعبين. وفاوض هيوستن روكتس الحكومة الصينية ل«تحرير» مينغ عام 2002، ووجد فيه ضالته ليكون بمثابة «محور المستقبل» و«ظاهرة لما ستؤول اليه كرة السلة في تاريخها الحديث»، فلم يتردد في تسجيل سابقة واختياره ليصبح اول لاعب غير اميركي يدرج ضمن لائحة اللاعبين الجدد. لكن المهاجم الموهوب لم يحسن كثيراً من عروض روكتس فبقيت نتائجه متواضعة، وعوض عليه في المقابل من خلال العروض الاعلانية والاستثمارات التسويقية خصوصاً في الصين واسواق شرق آسيا. خاض مينغ 486 مباراة في الدوري الاميركي للمحترفين وسجل معدلاً مقداره 19 نقطة في المباراة الواحدة و9.3 متابعات و1.6 تمريرة حاسمة. ولعل افضل مواسمه كان موسم 2006–2007 حيث بلغ معدل نقاطه 28 نقطة. واختير بين افضل عشرة لاعبين في الدوري خلال موسمي 2007 و2008، وضمن لائحة مباراة «كل النجوم» 8 مرات وخاضها 6 مرات. كان مينغ متعاوناً جداً مع زملائه خلال حصص التدريب وفي المباريات. وكان سعيداً في صفوف روكتس كما يؤكد الجناح شاين باتييه، فمنذ «اليوم الاول الذي التقيته فيه بدا متحمساً ومتجاوباً واستمر الاكثر اجتهاداً بيننا». واضاف: «سأفخر كثيراً حين اخبر اولادي انني لعبت بجانبه». ويوم كشفت شبكة «اي اس بي ان» ومجلة «سبورتس الوستريتد» وصحيفة «هيوستن كرونيكل» ان مينغ ابلغ ناديه قبل نحو شهر انه سيعتزل نهائياً، تلقى من اللاعبين اونيل وتريسي ماك غرادي تحية عبر مدونتهما وعبر صفحة «تويتر». وكتبا: «سنفتقدك، استمتع بالعطلة»، وتمنيا له اياماً سعيدة والنجاح في مشاريعه.