يعقد وزراء «منظمة البلدان المصدرة للبترول» (أوبك) اجتماعهم الوزاري في فيينا في أجواء من الارتياح لوضع السوق، ما جعل وزير النفط السعودي علي النعيمي، يصل في اليوم ذاته للاجتماع ويغادره فور انتهائه، بينما وصل وزير النفط الإيراني متأخراً. وتوقعت مصادر وزارية ألا يكون هناك أي تغيير في مستوى الإنتاج البالغ 30 مليون برميل يومياً، في حين يبلغ مستوى النقص النفطي من دول المنظمة 2.5 مليون برميل يومياً تم تعويضه من الدول التي تملك قدرة إنتاجية فائضة. والنقص ناتج من انخفاض الإنتاج الليبي إلى 150 ألف برميل يومياً وغياب كميات من النفط الإيراني بسبب العقوبات الغربية على إيران وانخفاض إنتاج النفط العراقي بسبب أوضاع أمنية وهجوم على بعض المنشآت. وأكد محللون أن النفط الإيراني لن يعود إلى الأسواق قبل نهاية السنة في أفضل الحالات، حتى وإن تم الاتفاق بين إيران والدول الست حول الملف النووي في تموز (يوليو) المقبل. أما بالنسبة للأوضاع الليبية فما زال التشاؤم سائداً إزاء عودة التصدير الى أكثر من مليون برميل يومياً بسبب عدم الاستقرار. كما أن الأوضاع الأمنية في العراق لا تؤشر إلى إمكان تحسن الصادرات. ورأى المحللون أن لا حاجة لخفض إنتاج «أوبك» في مثل هذه الظروف ومستوى سعر النفط مقبول من الجميع . مواقف وقبل الاجتماع، صعّد وزير النفط العراقي، عبدالكريم لعيبي اللهجة مع حكومة اقليم كردستان، وقال من فيينا «إن حكومة الإقليم خسرت حقها الممثل بنحو 17 في المئة من الموازنة العراقية،» وأن «التصدير الأخير من منطقة كردستان عبر الخط التركي أكبر خطأ ارتكبته الحكومة التركية والاقليم». وشدد في مؤتمر صحافي على وجود احتمال في ان تلاحق حكومته شركة النفط النمسوية «أو أم في» قضائياً بعدما اشترت شحنات من النفط الكردي من مرفأين تركيين. وأوضح اللعيبي أن حكومته أبلغت الأممالمتحدة عن خرق تركيا لاتفاقها مع العراق حول استخدام الأنبوب التركي. واكد أن أي تصدير للنفط من الإقليم يجب أن يكون عبر شركة «سومو»، وحذّر تركيا من أثر ما حصل على حجم التجارة مع الحكومة العراقية الذي بلغ 13 بليون دولار في 2013. ولفت إلى أن إنتاج النفط العراقي سيبلغ 3.7 مليون برميل يومياً هذه السنة باستثناء نفط كردستان، وأن طاقة التصدير من الجنوب تصل إلى أربعة ملايين برميل يومياً. إلى ذلك، أعلن وزير الطاقة التركي تانر يلدز، مغادرة ناقلة ثانية محملة بالنفط الخام المنقول عبر خط أنابيب من كردستان العراق، ميناء جيهان التركي على البحر المتوسط، وفق ما نقلت عنه وكالة «رويترز» ولم يذكر وجهتها النهائية. بدوره، اعتبر وزير الطاقة الإماراتي، سهيل بن محمد المزروعي، أن أسعار النفط عند مستوى «مريح» للدول الأعضاء في «أوبك» وإن المنظمة لا ترى أي نقص في الإمدادات. ونقلت «وكالة أنباء الإمارات» عن المزروعي قوله: «أسعار النفط مستقرة في الفترة السابقة وفي مستوى مريح لجميع الدول الأعضاء». وأكد التزام بلاده وكل الدول الأعضاء في «أوبك» «ضمان توازن العرض مع الطلب وحصول المستهلكين على الإمدادات النفطية التي قد يحتاجون إليها». وأضاف أن مخزون النفط ما زال «معقولاً» في معظم الدول المستهلكة ولا يوجد نقص في المعروض. في السياق، توقع وزير النفط الكويتي علي العمير، أن تبقي «أوبك» على السقف الحالي للإنتاج بهدف عدم التأثير على الأسعار. وقال «اعتقد أن كل المعايير تؤدي إلى الإبقاء على الإنتاج كما هو وهذا بالطبع سينعكس على الأسعار» لتبقى عند مستوياتها الحالية. وأبدى اعتقاده بأن من خلال الإبقاء على سقف الإنتاج على ما هو عليه، لن يكون هناك «تغيرات كبيرة» في الاسعار. وقال وزير النفط الليبي عمر الشكماك لدى وصوله إلى فيينا إن «الإنتاج يقل عن 200 ألف برميل يومياً،» ما يمثل جزءاً ضئيلاً من 1.6 مليون برميل كانت تنتجها بلاده يومياً قبل اندلاع الصراع في 2011. الأسعار في الأسواق، صعدت اسعار العقود الآجلة لخام القياس الأوروبي مزيج «برنت» فوق 110 دولارات للبرميل، بعد أن سجلت في الجلسة السابقة أكبر مكاسب ليوم واحد في نحو شهرين بفعل آمال بنمو قوي للطلب من الولاياتالمتحدة والصين أكبر مستهلكين للنفط في العالم. واستمد النفط دعماً أيضاً من توقعات لهبوط في مخزون الخام في الولاياتالمتحدة. وصعدت عقود «برنت» تسليم تموز (يوليو) 22 سنتاً إلى 110.21 دولار للبرميل بعد أن أنهت الجلسة السابقة على مكاسب بلغت 1.38 دولار في أكبر صعود منذ 14 نيسان (أبريل). وارتفعت عقود الخام الأميركي الخفيف 27 سنتاً إلى 104.68 دولار بعدما صعدت 1.75 دولار في الجلسة السابقة، وهي اكبر زيادة ليوم واحد منذ الثامن من نيسان (أبريل). إلى ذلك، أعلنت «شركة تسويق النفط العراقية» (سومو) رفع سعر البيع الرسمي لشحنات تموز من خام البصرة المتجهة إلى الأسواق الأميركية والآسيوية وخفضه لأوروبا.