إسلام آباد، واشنطن - أ ف ب، رويترز – أعلن مسؤولان أمنيان باكستانيان مقتل أربعة جنود وجرح اثنين آخرين لدى سقوط قذائف هاون أطلقت من أفغانستان على مركز عسكري حدودي، في منطقة جنوب وزيرستان القبلية (شمال غرب). وشكل ذلك الاعتداء الحدودي الأحدث ضمن سلسلة هجمات شنت أخيراً بين البلدين. وأشار المسؤولان الى إطلاق أكثر من عشرين قذيفة هاون من الجانب الآخر من الحدود، وسقوط ثلاثة منها على مركز لحرس الحدود في منطقة انغور ادا. وفي كراتشي، قتل سبعة أشخاص بينهم حارس أمني وجرح 7 مدنيين آخرين في أعمال عنف، فيما سقط جندي باكستاني و11 مسلحاً في اشتباك اندلع في منطقة كرام القبلية (شمال غرب)، حيث أطلق الجيش هذا الشهر عملية عسكرية للقضاء على معاقل المسلحين. على صعيد آخر، خطف مسلحون ثمانية أشخاص يعملون لحساب «اللجنة الأميركية للاجئين» غير الحكومية في منطقة بيشين بإقليم بلوشستان (جنوب غرب) الغنية بالنفط والذي يشهد أعمال عنف ينفذها انفصاليون. وقال المسؤول في المنطقة عبد المنصور: «خطف الباكستانيون الثمانية لدى عودتهم من جولة لتوزيع مواد غذائية في معسكر أفغاني للاجئين، وذلك بعد اعتراض سيارتهم التي سرقت أيضاً». وأفاد موقع «اللجنة الأميركية للاجئين» على شبكة الانترنت، بأن «اللجنة تعمل منذ العام 2002 في معسكر للاجئين الأفغان قرب كويتا، وتساعد أكثر من 100 ألف أفغاني وأكثر من 150 ألف شخص تضرروا من الفيضانات في باكستان. والأحد الماضي، خطف متمردون قبليون في منطقة سورانج ببلوشستا خمسة مسؤولين في مؤسسة حكومية لوقف العمليات العسكرية في المنطقة. وأعلن «جيش تحرير البلوش»، وهو منظمة محظورة، مسؤوليته عن عملية الخطف، مشيراً الى أنها نفذت للانتقام من عمليات عسكرية شنت أخيراً ضد السكان البلوش في منطقة كوهلو. على صعيد آخر، رفع المحامي شاه زاد أكبر الذي يمثل ثلاثة من رجال القبائل الباكستانية، دعوى قضائية باسمهم ضد جون ريزو، المستشار القانوني السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي)، بتهمة الموافقة على شن ضربات صاروخية باستخدام طائرات من دون طيار قتلت مئات الأشخاص. وقال أكبر في دعواه: «أحد أدوار ريزو في سي آي أي حتى توقفه عن العمل في 25 حزيران (يونيو) 2009 كان الموافقة على لائحة أشخاص لقتلهم شهرياً في باكستان باستخدام طائرات من دون طيار». وتابع: «حاول استصدار مذكرة اعتقال دولية في حق ريزو الذي أقرّ في مقابلة مع مجلة نيوزويك هذه السنة بأنه وافق على شن ضربات باستخدام هذه الطائرات». وقال كريم خان، أحد الشاكين الذي فقد شقيقه وأحد أبنائه خلال غارة أميركية في كانون الأول (ديسمبر) 2009: «تقتل أميركا الناس في مناطق القبائل وتصفهم بأنهم إرهابيون... لسنا إرهابيين. نحن مواطنون مسالمون». الى ذلك، أعلنت وزيرة الدولة الباكستانية للشؤون الخارجية هينا ربّاني خار أن المساعدات الأميركية لبلادها لم تعلّق بل تأجلت، مؤكدة أن العلاقات بين البلدين تواجه «مشاكل تقنية وليس استراتيجية، وتشهد انتكاسات مثلما تشهد ازدهاراً». وأكدت أمام البرلمان أن باكستان لم تعتمد يوماً على المساعدات الأميركية التي لم تشكل أكثر من نسبة واحد في المئة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد. ومن المقرر أن تتسلّم خار وزارة الخارجية الباكستانية، كما ستقود وفد بلادها خلال المحادثات على المستوى الوزاري بين باكستان والهند في نيودلهي في وقت لاحق من الشهر الجاري. وكانت الولاياتالمتحدة أعلنت الشهر الماضي تجميد 800 مليون دولار من المساعدات العسكرية لباكستان، بسبب قرار الأخيرة خفض عدد المدربين الأميركيين ووضع قيود على منح تأشيرات لموظفين أميركيين. في المقابل، كشفت قناة «دنيا نيوز» أن باكستان تستعد لشراء 6 غواصات من طراز «يوانغ كينغ» مجهزة بأحدث التقنيات من الصين وتملك قدرة حمل أسلحة ذرية، من أجل تعزيز قدراتها الدفاعية النووية. وأشارت إلى أن الغواصات تخضع لاختبارات في المياه الصينية، موضحة أنها مجهزة بنظام جديد يخولها البقاء فترات أطول في المياه العميقة.