نيودلهي - أ ف ب - دعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في نيودلهي أمس، الى توطيد العلاقات بين بلدها والهند في مجالات الأمن والتجارة والطاقة النووية المدنية. وقالت بعد ايام على ثلاثة اعتداءات دامية استهدفت مدينة مومباي الهندية وأسفرت عن سقوط 19 قتيلاً واكثر من مئة جريح: «نعمق جهودنا المشتركة ضد الارهاب ونوسعها، بأمل تهدئة شريك قلق من رحيل قوات الحلف الاطلسي (ناتو) من افغانستان». وتابعت: «الأمن الداخلي اولوية، وموضع شراكة متزايدة»، علماً ان اي جهة لم تتبن اعتداءات مومباي، فيما لم ترجح الشرطة اي فرضية في شأن هوية منفذي التفجيرات التي سبقت لقاءً كان مقرراً بين وزيري الخارجية الهندي والباكستاني لبحث حوار السلام الهش بين البلدين. وكانت نيودلهي جمدت عملية السلام مع إسلام آباد بعد هجمات مومباي في تشرين الثاني (نوفمبر) 2008، حين قتل مسلحون زعمت انهم قدموا من باكستان 166 شخصاً. وهي رحبت الاسبوع الماضي بقرار الولاياتالمتحدة تعليق قسم من مساعدتها العسكرية الضخمة لباكستان، معتبرة ان ذلك يساهم في التوازن الاقليمي. وتناولت الوزيرة الاميركية بحذر ملف العلاقات بين الهند وباكستان، وقالت ان «اللقاءات الاخيرة بينهما في الشهور الماضية مشجعة». لكنها دعت اسلام اباد الى «مواجهة كل اشكال التطرف العنيف». ودعا وزير الخارجية الهندي اس ام كريشنا واشنطن الى الأخذ في الاعتبار الحقائق على الارض كي تصبح افغانستان قادرة على الدفاع عن نفسها من الارهاب الذي ترعاه حركة «طالبان» بعد انسحابها في 2014. على صعيد آخر، اكدت كلينتون ان التعاون بين بلادها والهند يمكن ان يوفر ملايين الوظائف في البلدين، وقد يساهم في ارساء الامن في المنطقة برمتها. وسجلت المبادلات التجارية بين البلدين زيادة نسبتها 30 في المئة عام 2010 وصولاً الى نحو 50 بليون دولار، ما يجعل من الولاياتالمتحدة الشريك التجاري الاول للهند. لكن كلينتون دعت كلا الشريكين الى بذل المزيد «للحد من الحواجز وفتح اسواقنا، وايجاد فرص جديدة للشراكة الاقتصادية». وأبدت كلينتون خيبتها من الملف النووي المدني، مطالبة ببذل مزيد من الجهود المشتركة لتطبيق اتفاق 2008 الذي يسمح للولايات المتحدة ببيع الهند مفاعلات نووية او محروقات ذات استخدام مدني. واذ اثنت كلينتون على التقدم الذي تحقق على صعيد التعاون الامني بين الولاياتالمتحدة والهند، دعت الى تحقيق تقدم جديد في مجال امن البحار الذي يشكل «مصدر قلق كبير في وقت نسعى لحماية طرق الملاحة البحرية ومكافحة القرصنة والدفاع عن حرية الملاحة». ولفتت الى ان مبيعات الاسلحة الاميركية ستسهل العمل المشترك للجيشين. وجرى استبعاد شركتي «بوينغ» و «لوكهيد مارتن» الاميركيتين العملاقتين للطيران اخيراً من استدراج عرض مهم لتزويد الجيش الهندي ب126 طائرة مقاتلة.