وقع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي خلال زيارته الصين مذكرة تفاهم في مجال توفير الطاقة الكهربائية مع شركات صينية، في اطار مساع لتعويض صفقة كان المالكي ابرمها قبل شهور مع شركات كورية بقيمة 3 بلايين دولار تسدد نفطاً لبناء محطات توليد، الا ان تلك الشركات تراجعت عن تنفيذ المشروع بعد عجز الحكومة عن توفير ضمانات مالية. وأوضح المستشار الاعلامي لرئيس الحكومة علي الموسوي في تصريح الى «الحياة» ان «رئيس الوزراء يسعى إلى اتفاقات لتوفير الكهرباء بما يتناسب وحاجة البلاد». وأكد ان «توقيع مذكرة التفاهم مع الصين لا تلغي او تتعارض مع الاتفاقات التي ابرمها مع الشركات الكورية، لكن تأخر تنفيذ تلك المشاريع بسبب سقف المطالب العالي الذي طالبت به الشركات الكورية والتي لا يستطيع العراق توفيرها قاد الى تأخرها في تنفيذ المشاريع المزمع اقامتها لتوفير الطاقة وتدوير عجلة الاعمار والاستثمار». وأضاف ان «زيارة رئيس الوزراء الصين تهدف الى عقد اتفاقات واضحة بمطالب وضمانات معقولة مع تحديد سقف زمني قصير لتنفيذ مشاريع بناء محطات لتوليد الكهرباء لا سيما ان البلاد تمتلك من الثروة النفطية ما يؤمن لها ذلك». وتابع ان «الصين لديها فائض من الانتاج المحلي للطاقة الكهربائية والعراق يحاول الاستفادة من ذلك من خلال توقيع مذكرات تفاهم تصب في صالحه». وأكدت مصادر ان المالكي لم ينجح في اقناع المصرف التجاري العراقي الذي يغطي الصفقات الدولية في ضمان المشروع الكوري. وان مصارف دولية واقليمية شريكة للتجاري رفضت تمويل تلك الصفقة، ما دفع المالكي في وقت سابق الى اقتحام مبنى المصرف التجاري واقالة رئيسه. ونقل بيان صدر عن مكتب رئيس الوزراء، تسلمت «الحياة» نسخة منه، عن المالكي تأكيده خلال الإجتماع بنظيره الصيني، حرص الحكومة العراقية على تطوير العلاقات مع بكين في المجالات الإقتصادية والتجارية والصناعية والزراعية والنقل وغيرها. وقال إن «زيارتنا هذه لجمهورية الصين الشعبية تشكل محطة إستراتيجية في العلاقة بين البلدين، لأننا لم نبدأ بهذه العلاقة من الصفر، إنما هي قوية وممتدة تاريخيا، ونرى في تجربة الصين إعتبارات كبيرة نريد الإستفادة منها لأنها جعلت الصين قوة عظمى وفاعلة في العالم، وقيادتكم تمكنت من توحيد بلدكم». ودعا الى فتح قنصليات وممثليات ديبلوماسية بين البلدين لتسهيل عمل الشركات ورجال الأعمال، مشيراً إلى أن الحكومة العراقية مستعدة للموافقة على أي مكان تجده السفارة الصينية مناسباً لان يكون مقراً لها في بغداد. ورحب رئيس الوزراء الصيني ون جيا باو بالمالكي، مؤكداً أن هذه الزيارة لها أهمية كبيرة في تعزيز العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات. وأوضح ان الصين حكومة وشعباً تدعم العراق وتطوير إقتصاده وتسانده في عملية البناء والإعمار. ويضم الوفد الذي رافق المالكي في زيارته للصين، نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة ووزراء التخطيط والكهرباء والنقل والصناعة والتجارة والزراعة ورئيس الهيئة الوطنية للإستثمار. إلى ذلك، اكد القيادي البارز في حزب المالكي النائب عبدالهادي الحساني في تصريح الى «الحياة» ان «الشركات الكورية طالبت بضمانات مالية ومصرفية كبيرة يعجز العراق عن توفيرها وقد طلب من تلك الشركات الايفاء بالتزاماتها». واستدرك ان «توقيع مذكرة التفاهم مع الصين لا يلغي الاتفاقات مع كوريا لكن حرص الحكومة على توفير الخدمات للعراقين وبسقف زمني قصير دفعها الى توقيع تلك المذكرة مع الصين المعروفة بإمكاناتها في مجال الطاقة والكهرباء تحديداً».