كشف المدير التنفيذي لبرنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة عبدالرحمن الجساس، أن عدد السائحين الوافدين بين عامي 2015 و2016 بلغ نحو مليون سائح، بإنفاق تجاوز ثلاث أضعاف ما ينفقه السائح المحلي. وأوضح الجساس أن عدد الرحلات السياحية الثقافية في المملكة خلال الفترة ذاتها تجاوزت حاجز ال4 ملايين رحلة، شملت زيارة المتاحف والمعارض الفنية والمناسبات والمهرجانات ومواقع التاريخ الإسلامي. وقال خلال فعالية «تراثي حيَ» التي أقامها المتحف الوطني في الرياض ليل أول من أمس، تزامناً مع اليوم العالمي للتراث الذي يقام في ال 18 من نيسان (ابريل) من كل عام، «إلى عهد قريب لم يكن تراثنا يحظى بالاهتمام الذي يشهده الآن، ففي السنوات الأخيرة تبدل الحال والمستقبل سيكون أفضل مما هو عليه، نتيجة الجهود التي تبذلها هيئة السياحة برئاسة الأمير سلطان بن عبدالعزيز، الذي يضع نصب عينه كل تفاصيل تراث المملكة، ويعده نافذة فخرٍ لكل مواطني هذه البلاد». وأكد أن الاقتصاد السعودي يشهد حالةً من الانفتاح تجعله مميزاً عن غيره، لافتاً إلى أن صناعة التراث تعاني من بعض المعوقات التي يجب إزالتها. من جهته، أكد نائب رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني للآثار والمتاحف جمال عمر، الدعم الذي أولته القيادة لقضايا التراث، ومنها إقرار برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري، «الذي أحدث نقلة نوعية في مجال الآثار والمتاحف والتراث العمراني والحرف والصناعات اليدوية سواء من حيث المحافظة أو التنمية والتطوير». وأثنى على جهود «هيئة السياحة» التي قطعت شوطاً كبيراً نحو العناية بمواقع الآثار والتراث العمراني وإبرازها للعالمية، من خلال تسجيل أربعة مواقع في قائمة التراث العالمي باليونسكو «وجار العمل على تسجيل عدة مواقع أخرى، مما يدل على تنامي اهتمام الهيئة بالتراث الوطني وإبرازه». بدوره، أكد المدير الأول لمنظمة التراث القومي في المملكة المتحدة سايمون موري، في مداخلة متلفزة، أن السعودية تزخر بعدد من المواقع التي تؤهلها أن تكون في مصاف الدول العالمية من حيث السياحة والتراث. وفي مداخلة أخرى، قال الخبير في منظمة «يونيسكو» الدكتور إسماعيل الفحيل، إن الهدف من الاحتفال باليوم العالمي للتراث من كل عام، هو تشجيع المجتمعات على المحافظة على التراث، وصون صور الحضارة التي تمتلكها دولهم، في مختلف بقاع العالم، وتعزيز الوعي في نفوس المجتمعات. وأضاف: «السعودية من الدول السباقة في تسجيل المواقع التاريخية الأثرية، فقد سجلت القَط العسيري وأصبح العالم بأسره يعرف هذا النشاط التاريخي التراثي، نظراً للشعبية التي حققها هذا النشاط». تسجيل 4 مواقع سعودية جديدة في «يونيسكو».. قريباً أعلن مدير وحدة مواقع التراث العالمي المهندس بندر الملق، عن قرب تسجيل أربعة مواقع جديدة، في قائمة التراث العالمي في منظمة اليونسكو، تم قبول ملفاتها مبدئياً من الناحية الفنية. وأوضحت مديرة إدارة المشاريع في الجمعية السعودية للمحافظة على التراث رهاف قصاص، أن ملفات المملكة على قوائم التراث الثقافي العالمي في منظمة «يونيسكو» «غير المادية»، العرضة النجدية، المزمار، القط العسيري، الصقارة، القهوة العربية، والمجلس، مؤكدة أن شهر ديسمبر المقبل سيشهد نقاش وضع ملف مهرجان التراث والثقافة الوطني «الجنادرية» على قوائم التراث «غير المادي»، كأفضل ملف في صون التراث الوطني. من جهتها، كشفت مديرة قسم التراث «غير المادي» في الجمعية السعودية للمحافظة على التراث ابتسام الوهيبي، أنها أبرمت تعاوناً مع وزارة الثقافة والإعلام لتسجيل التراث الثقافي غير المادي «كالعادات والتقاليد والأمور المتوارثة من جيل إلى جيل، وهي الأمر المكمل للتراث المادي كالشعر واللهجة والحرف والصناعات». ونوهت إلى أن عملية تسجيل القط العسيري في «يونيسكو»، استغرقت 23 شهراً، تخللها ورش عمل في منطقة عسير شارك فيها المجتمع المدني، إضافة إلى زيارات ميدانية قام بها فريق من «يونيسكو» والجمعية، ووقفت على العديد من العاملين في هذا الفن التراثي في المنطقة. إلى ذلك، أكد مستشار مركز التراث العمراني الوطني أمين اللجنة الوطنية للآيكوموس السعودي المهندس العيدروس، أن عدد المواقع المسجلة على قوائم التراث الثقافي العالمي في 165 دولة، يزيد عن 1052 موقعاً، منها 814 موقعاً ثقافياً، و203 موقع طبيعي، يتمثل في الغابات أو سلاسل الجبال أو من صنع الإنسان.