عكفت جهات خيرية على برامج تعمل على تحويل المحتاجين إلى منتجين، ونشر هذه الثقافة من خلال التوعية والتأهيل والعمل والإنتاج، بغية نقله من مستحق للمساعدة يطلب دعم المحسنين والمؤسسات الخيرية إلى مكتفٍ ومساعد لغيره. وقال المدير العام لبرنامج «باب رزق جميل» عبداللطيف باداود ل«الحياة»: «حرصنا عند تأسيس البرنامج على الأخذ بالتجارب الدولية الناجحة، وفعلاً تمت الاستفادة من تجربة «بنك غرامين» في بنغلاديش وآلية عمله من خلال تقديم القروض متناهية الصغر لدعم الأسر المحتاجة، إلا أننا لاءمنا البرنامج مع المنهجية الإسلامية والعادات والتقاليد السعودية، وحرصنا على تطبيق البرنامج من خلال فريق عمل نسائي». وأضاف: «تم توجيه البرنامج في البداية على السيدات اللائي لديهن المهارة والرغبة في العمل من المنزل وينقصهن رأسمال ليبدأن مشاريعهن، وتم تقديم الدعم إليهن من خلال البرنامج، بحيث يبدأ القرض الحسن من 2000 ريال للمرحلة الأولى يتم سدادها على مدى ثمانية أشهر من دون فوائد، ثم تنتقل للمرحلة الثانية بقيمة 4000 ريال، وبعد السداد تنتقل للمرحلة التي تليها حتى تصل إلى مرحلة دعم المشاريع الصغيرة التي تصل فيها قيمة القرض إلى 150 ألف ريال». وتابع: «ميزة البرنامج أنه يقدم شرحاً وافياً عن كل أفراد الأسرة، فالبرنامج يقدم فرص عمل للشباب والشابات وربة الأسرة، فمن خلاله تستفيد الأسرة كافة»، موضحاً أن هدف برنامجه ينصب على تحويل الأسرة بجميع أفرادها إلى منتجة، مبيناً أن الشرط الرئيس للمتقدمين للبرنامج أن يكونوا سعوديين عاطلين عن العمل وليس لديهم مصدر دخل. وزاد: «هناك الكثير من البرامج الخيرية التي تبنتها وزارة الشؤون الاجتماعية بالتعاون مع الجمعيات الخيرية لتأهيل وتدريب الفقراء ليصبحوا منتجين يسهمون في تطوير مستواهم وتنمية مجتمعهم بدلاً من أن يكونوا مستهلكين لأموال ومساعدات اجتماعية، إذ يقوم الصندوق الخيري التابع للشؤون الاجتماعية بدور كبير لدعم الأسر المنتجة، إذ إنه يقدم الدورات التدريبية للتأهيل كما يعمل مع برنامج «باب رزق جميل» على تقديم خدمات أخرى تسهم في توافر فرص العمل»، منوهاً بأن الجميع يحتاج التوجيه والإرشاد والتوعية وتوافر رأسمال ومنافذ البيع في الأسواق والدعاية والتسويق، وتطوير منتجاتهم وتحسين عرضها وتغليفها, إضافة إلى أن كثيراً من شركات ومؤسسات القطاع الخاص تعمل على إنتاج وتصنيع المنتجات التي يتم استيرادها من خلال تشغيل الأسر المستهدفة في إنتاجها، إضافة إلى تطوير العاملين في تلك البرامج في المجالات المهنية والحرفية والاستفادة من منتجاتهم في شكل تسويقي. وطالب مدير البرنامج بتسويق منتجات الأسر المنتجة، وتدريب وتأهيل أفرادها، وتوفير رأسمال لهم لتوسيع مشاريعهم والتركيز على دعم منتجاتهم من خلال إعطائهم الأولوية في بعض المناقصات وتطوير منتجاتهم وتحسينها.