نجحت مخازن التموين (هايبرماركت) في تحويل شهر رمضان المبارك من 30 يوماً من التسوق إلى 60 يوماً، إذ بدأت في تقديم عروض رمضان منذ اليوم الأول من شعبان، واستطاعت بخبرتها التسويقية أن تحمل المستهلكين على التبضع لرمضان قبل بدايته بشهر. وأوضح عدد من التجار أن مخازن التموين الكبيرة اعتمدت هذا العام سياسة تسويقية جديدة لم يتم التعامل بها من قبل، من خلال البدء في تقديم عروض رمضان قبل رمضان بنحو شهر، إذ كانت السياسة التسويقية السابقة تعتمد على البدء في العروض قبل نحو أسبوعين من رمضان، وتستمر حتى نهاية عيد الفطر المبارك. وأكدوا أن حركة الشراء التي تشهدها الأسواق تدل على نجاح السياسة التسويقية الجديدة، مشيرين إلى أنها قد تسهم في التخفيف من حدة الإقبال على الشراء في الأيام التي تسبق بداية شهر رمضان، كما أنها تضيف أيام تسوق إلى مراكز التسوق، ما يعني زيادة في حجم المبيعات. وأوضح سالم المخلوف (مدير تسويق في هايبرماركت)، أن فكرة بدء العروض الرمضانية قبل نحو شهر من رمضان كانت موجودة، إلا أن الخوف من ألا تلقى القبول، وأن تؤثر على حركة البيع في رمضان الموسم الاول في العام كانت تمنع من القيام بها، مؤكداً أن جميع المؤشرات تدل على نجاحها، خصوصاً أن التخفيضات التي تم عرضها حقيقية، وليست صورية. وأضاف أن دخول جميع مخازن التموين (هايبرماركت) في تقديم العروض ساعد في نجاح الفكرة، مشيراً إلى أن هذا العام سيكون من أنجح المواسم لأنه سيمتد لأكثر من 60 يوماً، وهو ما يعني زيادة في المبيعات والأرباح، على رغم أن الكثير من العروض تستقطع من الأرباح. وأبان أن الأيام المقبلة ستشهد المزيد من العروض بحيث تشجع أكثر على الشراء، وستكون الأسعار أكثر إغراء للأشخاص الذين سبق لهم الشراء بأسعار مرتفعة، مضيفاً أن أساليب التسويق ستشهد تطوراً في السنوات المقبلة تتناسب مع المنافسة الشرسة التي تعيشها السوق، وأيضاً تحترم الوعي المتنامي للمستهلك في المملكة. من جانبه، أوضح أشرف العز (مدير أحد فروع محال التسوق الكبيرة) أن جميع الفروع تعمل بشكل غير متوقع في هذه الفترة، متوقعاً أن يتم استنفار جميع العاملين في المخازن والبيع لتوفير الطلب المتزايد على المواد خلال الأيام المقبلة، مؤكداً أنه يختلف كثيراً عن العام الماضي، لأنه بدأ قبله بنحو أسبوعين تقريباً، مبيناً أن المواد التموينية التي تم سحبها منذ بداية شعبان تدل على أنها موسم، وليست أيام تسوق معتادة. وأشار إلى أن كميات المواد المستهلكة يتم تحديدها يومياً بحسب الطلب عليها «على سبيل المثال كمية الجريش التي طرحناها في احد فروعنا كانت 800 كيلوغرام، ولاحظنا أنها نفذت ما اضطرنا إلى زيادة العرض، وأما البرغل والعدس والبقوليات بشكل عام أكثر من 500 كيلوغرام نعرضها ونلاحظ أن في اليوم التالي لابد من زيادة 50 كيلوغراماً إضافياً، وكذلك الزبيب من المواد التي حصلت على درجة أولى في الشراء فما يقارب 60 كيلوغراماً يومياً تباع ويكون عليها طلب دائم، هذا فضلاً عن الأصناف التي يتم تقديم عروض عليها، إذ أصبحت تشكل نقط جذب للمستهلكين. ويقدر عدد المتسوقين في اليوم الواحد بنحو 5 آلاف متسوق «في الشهور العادية تكون ساعات معينة وأوقات محدودة جداً لتوافد الزبائن وتتزايد عملية الشراء في نهاية الأسبوع أو مع نهاية الشهر إلا أنه قبل شهر رمضان وأثنائه تنقلب الأحوال، وتحدث أزمة كأزمات سير السيارات نتيجة لتضارب العربات في بعضها، ويبذل العاملون مجهوداً كبيراً يقدر بسنة كاملة». وأكد حسين الهاشم (مدير فرع هايبرماركت) أن العديد من مخازن التموين قامت بالإعلان عن توافر متطلبات شهر رمضان مع بداية شعبان، إلا أن المنافسة ستكون في ذروتها خلال الفترة التي تسبق شهر رمضان بثلاثة أيام، حيث تمتلئ الشوارع والصحف بالإعلانات شاملة التخفيضات والهدايا وغيرها من المغريات لاستقطاب اكبر عدد من المستهلكين وتوفر كل المحال مختلف المواد التموينية وتشكيلات متنوعة من الأواني والأجهزة المنزلية التي يقبل على في رمضان. وقال إن بوادر انتعاشة في أسواق المحال التي أكملت استعداداتها للموسم بدأت تظهر، وساهم في بداية الانتعاشة المستهلكون الراغبون في الاستعداد لرمضان قبل بدايته تجنباً للزحام الذي تشهده السوق في مثل هذا الأيام من كل عام.