لأسبوع كامل صادقته وابتعدت فيه عن المكتب وأعباء العمل نزولاً عند رغبته. توفي صديقي هذا قبل ولادتي، أي قبل مئة عام، توفي ولم يمت فهو حي بأفكاره المتوقدة، وقد أحسن أو وفق للفكرة الخالدة، كان معي من خلال منتجه الذي أفهمه كمثال لأعمال الحقيقة وكيف تستمر في العطاء. إنه «تشارلز إف. هانيل» ومنتجه كتابه «مفتاح جديد لكل الأبواب»، حررته السيدة «روث إل.ميللر» التي نقلته من لغة زمان التأليف إلى لغة زمان النشر، حيث تتضح أفكار هانيل إلى لغة مفهومة، وقد جمع الكتاب بين دفتيه النسخة المحررة في أوله، وفي آخره النسخة الأصلية، وتوصي المحررة بالتنقل بين النسختين. تنطلق فكرة الكتاب من أن البشر في سعي حثيث على مدار التأريخ بحثاً عن الحقيقة، فقد ارتاد البشر كل طريق يؤدي إليها، وأثناء ذلك أبدعوا أعمالاً أدبية رائعة على طول الطريق، وهي أعمال تتراوح بين التفاهة والرقيّ، بين الخرافات والأساطير وتعاويذ السحرة والمشعوذين، لكن المفتاح الرئيسي إلى الذكاء الكوني العظيم شيء مختلف. يقول «إف. اتش بيرجيس» في تقدمته للكتاب: «المفتاح الكوني الذي يأمل فيه الإنسان ويحلم به.. الكتاب الذي بين يديك يهدي هذا المفتاح الرئيسي للعالم بأسره». هذا الكتاب برنامج تعليمي يتكون تكوناً تراتيبياً من خلال «24 درساً» بواقع درس لكل أسبوع. وأيا تكن أنت من الناس الذين يجذبون إليهم النجاح والقوة والثروة والإنجاز بأقل جهد واعٍ ممكن، أو من الذين يكابدون الصعاب في تحقيق أي شيء، أو لم تكن من أولئك أو هؤلاء، بل لو كنت من الذين يعجزون تماماً عن تحقيق طموحاتهم أو رغباتهم أو أهدافهم الكبرى، فإن هذا الكتاب يكشف لك السر ويعطيك المفتاح ويشرح كيفية التوظيف الصحيح للعناصر الاستقبالية والفعالة في العقل، ويعلم القارئ كيف يتعرف على الفرص السانحة، إنه يقوي الإرادة والقدرات الاستدلالية، ويعلم كيفية تطوير التخيل والرغبة والانفعال والعاطفة، ومن يستخدمون هذا المفتاح سيجدون لديهم زيادة في اتخاذ المبادرة والمثابرة، ويزدادون حكمة في اتخاذ القرار ويزداد عمق فهمهم لغيرهم، ويشعرون ببهجة غامرة لمعيشتهم حياة هادفة ذات مغزى. كما أن المفتاح يمكنك من السيطرة على جسمك والتمتع بالصحة. إنه يطور نوعا نادرا للغاية من الاستبصار وعمق النظر. إن المفتاح ينمي لديك طاقة داخلية، وهو ما يعني أن يراك الناس بالفطرة شخصاً ذا شخصية قوية، يعلمك أن قانون الوفرة والغنى المطلق عند الله متى آمنت به فأنت ترى الخير يتمدد، وتجد نفسك في منأى من القلق والخوف، لأن قوتك الداخلية وليس ما يجلب إليك هي من تدعمك وتنير الطريق أمامك، تلك الوفرة التي تجعلك في راحة البال ومتسع العيش وتدعوك لمساعدة غيرك، إنه يوقد بداخلنا التقدير للجمال. يكشف المؤلف حقيقة ال»أنا»، فالشخصية في مفهومها تتشكل من أعداد لا حصر لها من الخصائص والصفات والعادات والميزات، وهذه الشخصية نتيجة لأساليبك القديمة في التفكير ولا علاقة لها ب»ذاتك»، فعندما تقول: أنا أعتقد فإن كلمة «أنا» في هذه الجملة توضح لعقلك ما تفكر فيه، وعندما تقول «أنا ذاهب» فإن كلمة «أنا» توضح لجسمك ما ستفعله. إن الطبيعة الحقيقية لهذه ال»أنا» طبيعة روحية، وهي مصدر القوة الحقيقية لمن يعرفون طبيعتهم الحقيقية. إنها «الأنا» الروحية التي ينطلق منها سؤلك نحو الوجود الذي سيعطيك الإجابة ويمنحك المراجعة. يركز معظم الناس أن «يملكوا» ولا يفكرون في أن «يكونوا» ومن هنا تفترق الطرق وتتباين السبل وتختلف النتائج، فالكونيون ينطلقون من اللامحدود واللامتناهي، والمِلكيون بعكسهم. إن هذا الكتاب يعلم الحكمة والرشد، فأنت روح ولست المادة وقوانينها. لقد تعلمت منه كثيراً وفتح نوافذ روحية وعقلية وحياتية رائعة، ومن هنا جاءت نصيحتي به، فنعم الصديق هو، وأنت إن اقتنيته فلا تقرأه مرة واحدة ولكن درساً درساً كما يوصي المؤلف. ولكونك أنت يا قارئي صديقي فإني أذكرك بمفهومي للقراءة بأنها «العلاقة التي تنشأ بين القارئ والنص» ولكلٍ طريقته، وعلى الله الهدى. [email protected]