تضخ مواقع التواصل الاجتماعي يومياً، آلاف الرسائل والمعلومات والأفكار لأهداف عدة، قد يكون منها التنفيس فقط، وقد يتسبب هذا التصرف بعد بث معلومة خاطئة غير معتمدة على مصدر علمي دقيق، في كوارث كبيرة، ومثل هذه المعلومات والأفكار تجد تجاوباً كبيراً من بعض الفئات التي تعاني من الجهل غالباً. كل هذا يثير تساؤلات كثيرة عن صدقية ما يبث من معلومات وصور ومقاطع فيديو عبر «تويتر» و«فيسبوك» و«يوتيوب»، وغيرها من مواقع تواصل، وعن أثرها في الملايين الذين يتابعون هذه المواقع. قبل أيام، حذرت شركة الغاز والتصنيع الأهلية «غازكو» من اتباع أو تقليد ما ورد في مقطع متداول عبر مواقع التواصل عن تعبئة أسطوانة الغاز بالبنزين، مشيرة إلى خطورته العالية. وقالت «غازكو» في تغريدة عبر حسابها الرسمي في «تويتر»: «إن شركة الغاز والتصنيع الأهلية تؤكد أن مواصفات الأسطوانة وصمامها مخصصان لاستخدام مادة غاز النفط المسال فقط». وأضافت في تغريدة ثانية: «لذلك تحذر الشركة عملاءها الكرام من خطر تعبئة الأسطوانة بأي نوع آخر من أنواع الوقود، إذ قد يتسبب ذلك في حدوث أخطار عدة نتيجة استخدام مواد اشتعال غيّر متوافقة مع تصنيع الاسطوانة والصمام». ويبدو أن انتشار «مقطع الفيديو» دعت المديرية العامة للدفاع المدني أيضاً إلى اتخاذ موقف مماثل، إذ حذر من محاولة تقليد مقطع الفيديو المتداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن بديل الغاز، وكتبت «الدفاع المدني» عبر حسابها في «تويتر»: «إن هذا التحذير يأتي نظراً إلى أنه غير آمن، ولخطورته العالية». ولم يكن فيديو «الغاز» هو الأول في الانتشار والتداول، إذ سبقه عدد من المواد غير الصحيحة، التي تفاعلت معها الجهات الرسمية الخاصة بها في التوضيح والكشف للناس عن حقيقتها وعدم صحتها. بدوره، قال وكيل كلية الاعلام والاتصال في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور انمار مطاوع ل«الحياة»: «إن وسائل التواصل الاجتماعي ليست مكاناً مناسباً للحصول على المعلومات الصحيحة الأكيدة، لأن الهدف من بعضها هو التسلية، وأن يبرز كل شخص آراءه فقط، وانتشرت أخيراً بين الناس طرق تداول المعلومات المغلوطة، التي قد تؤدي الى نتائج وخيمة». ودعا إلى أن يأخذ المتلقي حذره، «خصوصاً أن البلاد والشعب مستهدفان، وان هناك أيد عابثة خفية تعمل على زعزعة الأمن وإحداث الأضرار بأفراده، لذا يجب عدم الانقياد للمعلومات المتداولة من دون مصادر موثقة، أو لطرق استخدام شخصية وتجارب فردية قد لا تتلاءم مع حال أي شخص آخر». وأضاف مطاوع: «في حال صدرت المعلومات من شخص يعمل في مجال معين، خصوصاً المعلومات الطبية، لا بد أن يبحث المتلقي في موقع الجامعة والدخول على اسمه والبحث في أبحاثه والتواصل معه في حال الرغبة من التأكد، لأن المعلومات الطبية تنتشر انتشار النار في الهشيم بين أفراد المجتمع الباحثين عن بصيص أمل في العلاج، ووصلت هذه الاشاعات أخيراً إلى كل شيء، لذا يتحتم على الناس أخذ الحيطة في التعامل مع هذه المعلومات المغلوطة والتعامل مع وسائل التواصل بحذر شديد من دون اعتباره مصدراً حقيقياً للمعلومات».