في كل نادٍ من الأندية السعودية، وهو خلل يؤثر في مشهده العام بشكل أو بآخر على المدى البعيد، ففي نادي الهلال الخلل الذي سيدفع النادي ثمنه، هو عدم وجود ميزانية صريحة من بداية الموسم للقطاعات السنِّية وبالتالي مواهب النادي في مهب الريح وتحت رحمة ما يشبه الشرهات، وفي نادي النصر محاربة علنية أو سرية لكل الرموز الشرفية التي ترغب خدمة النادي، والبيئة في مجملها طاردة للرجال القادرين والمقتدرين، وليت إدارة فيصل بن تركي تستمع للرأي الصريح والمفيد مثل رأي شرفي نصراوي التقيت به في نادي أبها الأدبي، فلديه الكثير من النقاط لو تم وضعها على الحروف لصلح شأن النصر، وفي الأهلي الخلل الأزلي، من محاربة أو تصفية لاعبي الخبرة على رغم حاجة الفريق للاعبي الخبرة. في الاتحاد، وما أدراك ما الاتحاد، خلل أزلي يجب تلافيه وعلاجه بقوة المتابعة وقوة المحاسبة من الرئيس الانضباطي اللواء محمد بن داخل الجهني، فالنادي يعاني في السنوات الأخيرة من سوء القيادات الإدارية، وضعف هذه الكوادر، وعدم قدرتها على العمل في ناد كبير بحجم نادي الاتحاد. اتصل شخص محبٌ لنادي الاتحاد بحسن خليفة ليبلغه عن وجود حارس موهوب شاب عمره أقل من 19 عاماً، فحوله لإداري اسمه ماجد المالكي، تم الاتصال بماجد المالكي فوعد بتقديم المعلومات للشخص المسؤول، وأنه سوف يتم الاتصال باللاعب ووالده، بعد أيام عدة، لم يتم الاتصال وكان هناك تجاهل تام، والدليل عدم رد ماجد المالكي الذي يدعي عمله في الجهاز الإداري بالنادي على كل الاتصالات، فتم الاتصال برئيس النادي اللواء محمد بن داخل الجهني وتوضيح الموقف أمامه ووعد بتكليف من يتولى الأمر، ولم يتم شيء طوال الأسبوعين الماضيين، وقد يكون للرئيس عذر ونحن نلوم، وقد يكون كلف شخصاً من عينة ماجد المالكي و«طنش» المهمة، وقد يكون هذا ديدن النادي لتطفيش كل المواهب الشابة، والاعتماد على اللاعبين الجاهزين من الأندية الأخرى، كما غرس هذا الفكر منصور البلوي. الشواهد على سياسة الاتحاد التطفيشية للمواهب لا تتوقف عند هذه الحادثة التي قد يعض عليها الاتحاديون أصابع الندم عندما يشاهدون اللاعب قريباً في أحد أندية العاصمة، وفي المنتخبات السنية قريباً، وآخر الشواهد إهمال إداري فريق كرة الطاولة مجاهد خان تسجيل اللاعب على الحضراوي، أفضل لاعب شاب وصاحب التصنيف الأول محلياً، وكان على مشارف الانتقال للاتحاد لكن التباطؤ المدموغ في ذهنية الإداريين الاتحاديين سلاح فتاك في يد المفاوض الأهلاوي الذي أنهى عملية الانتقال خلال ساعات وليس أسابيع كما حدث من الإداري الاتحادي الذي فوت على الاتحاد صفقة لاعب موهوب يخدم النادي والمنتخبات السعودية سنوات مقبلة عدة. أمام بن داخل مهمات صعبة في المرحلة المقبلة، وأهمها تنظيم العمل الإداري داخل النادي والمحاسبة الشديدة وتنظيف النادي من محترفي الزوايا والأركان الذين يجيدون الكلام ولا يجيدون العمل نهائياً. [email protected]