ست سنوات سمان أشرقت شموسها على ثرى الوطن الغالي حباًَ وعطاءً ورخاءً ونماءً في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، فقد شهدت السنوات الست الماضية الكثير من الإنجازات على الأصعدة كافة منها ما كان ذا مساس مباشر بالإنسان وحاجاته، ومنها ما كان لدعم مسيرة التنمية الشاملة، ومنها ما كان لخدمة الإسلام والمسلمين في شتى بقاع الأرض. إن قصرنا حديثنا عن التعليم نجد أن ما تحقق من إنجازات على مدى أكثر من 52 ألف ساعة عمل طوال السنوات الماضية في حقل التعليم، يتجاوز كل التوقعات، فقد خصصت ربع الموازنة السنوية للمملكة لمصلحة التعليم، وتم افتتاح أول جامعة متخصصة في العلوم والتقنية في المملكة، وهي جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، وافتتاح أكبر جامعة مخصصة للبنات في العالم، وتم زيادة أعداد الطلاب المبتعثين للدراسة في الخارج في مختلف التخصصات، ناهيك عن افتتاح جامعة واحدة على الأقل في كل منطقة من مناطق المملكة، ليقفز عدد الجامعات السعودية اليوم إلى نحو 25 جامعة، تضم مختلف التخصصات العلمية والنظرية والإدارية والتقنية، وتضم البنين والبنات في إشارة ملكية واضحة أن القيادة تحرص على تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص للبنين والبنات من دون التمييز بين الجنسين. المتأمل لاهتمام القيادة الرشيدة بالمرأة السعودية يجد أن هذا العهد أزهى عصور المرأة السعودية، فخلال تلك السنوات من تولي خادم الحرمين الشريفين، استطاعت المرأة السعودية أن تصل إلى سدة القيادة في الكثير من المؤسسات التعليمية، فقد أصبحت نائباً لوزير، كما أصبحت مديرة لأول جامعة للبنات في العالم، ما يؤكد أن اهتمام القيادة بالإنسان لا يقتصر على جنس من دون آخر، بل إن الفرص متكافئة للجميع «رجالاً ونساءً». ومن بين صور اهتمام القيادة الرشيدة بالمرأة السعودية تفضل خادم الحرمين الشريفين بتقليد إحدى عالماتنا السعوديات أرفع وسام في المملكة، وهي الدكتورة خولة الكريع، التي رفعت بعلمها وجهدها اسم وطننا الغالي عالياً في سماء ميدان الطب، شأنها في ذلك شأن كل بنات الوطن اللواتي حرصن على القيام بدورهن التنموي الكبير في بناء صرح الوطن، ودفع عجلة النمو والبناء قدماً لتبقى بلادنا الحبيبة في المقدمة دائماً. إضافة إلى تفضل الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالتوجيه بضم الطلاب الذين يدرسون على نفقتهم الخاصة إلى «برنامج الملك عبدالله للابتعاث»، وهي التفاتة أبوية حانية على أبنائه الطلاب، إذ رأى أن بناء الإنسان هو السبيل الأمثل لبناء الوطن، فباتت يد تحمل الكتاب وأخرى تعمر في البلاد، ليكتمل بذلك جناحا التنمية «العلم والإنسان». إذا كانت 3153.600 دقيقة بناءً وإنجازاً عاشتها المملكة في هذا العهد المبارك، فقد حصد المواطن السعودي، كما جنى الوطن، ثماراً يانعة من خيرات هذا العهد، مثل القرارات الملكية السامية التي تفضل خادم الحرمين الشريفين بإطلاقها إبان عودته سالماً من رحلته العلاجية خارج البلاد، إذ تفضل بإصدار 14 أمراً ملكياً تضمنت تحسين الحال المعيشية للمواطن السعودي، وحل مشكلاته التي واجهته، وشكلت أمامه عقبة كؤوداً، فجاءت تلك القرارات حاملة الفرج والأمل والفرح للمواطن، ليظل الإنسان السعودي في مقدم شعوب العالم، ما يؤكد عمق اهتمام القيادة السامية بإنسان هذا البلد وكل ما يسهم في نمائه وخيره. لقد شهدت تلك السنوات الست، التي تبلغ بلغة الأرقام 189.216.000 ثانية، إنجازات عدة في مجال خدمة الإسلام والمسلمين في شتى أنحاء العالم، وليس أصدق على تلك الإنجازات دليلاً هو ما يوليه قائد هذه المسيرة المباركة من عناية تفوق كل توقع بالمسلمين وشؤونهم وقضاياهم في شتى أصقاع الأرض، وليبقى المسلم عزيزاً بالإسلام، وليس هذا فحسب بل أولى خادم الحرمين الشريفين عمارة المسجدين الشريفين في مكةالمكرمة والمدينة المنورة جل رعايته وحرصه واهتمامه، فقد شهدا توسعة كبيرة هي الأضخم في تاريخ عمارتيهما، إنطلاقاً من مسؤوليته السامية بوصفه خادم الحرمين الشريفين. ولم يتوان طوال تلك الفترة عن الاهتمام بواحد من أهم شؤون المسلمين وعلاقتهم بالآخر وهو الحوار، لنجده يتسنم سدة هذا الجانب المهم، وهو الحوار بين الأديان، فقد استحق أن يكون رجل الحوار الأول في هذا العالم، من خلال رعايته المباشرة الكريمة بمؤتمر «الحوار بين الأديان»، الذي احتضنته العاصمة الإسبانية، متمثلاً بذلك قول الله تعالى (وجادلهم بالتي هي أحسن). ومهما حاولنا الإلمام بما قام به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود طوال ست سنوات وأكثر من 2000 يوم، وأكثر من 52 ألف ساعة، وأكثر من 31 ألف دقيقة، و189مليون ثانية من حكمه، لنجد أننا ربما نحتاج إلى أضعاف تلك الأرقام لنحصي ونعد ونتحدث عن تلك الإنجازات لرجل استحق بكل جدارة أن يكون رجل الإنجاز الأول محلياً وإقليمياً ودولياً. في الختام... لا نملك إلا أن نحمد الله تبارك وتعالى أن أنعم علينا، نحن الشعب السعودي، بمليك أحب شعبه فأحبوه، وحرص على كل ما يهمهم، لنجد أنفسنا أمام أرقى وأروع صور الحب التي عرفها التاريخ الحديث بين «أمة وقيادة». [email protected]