دمشق، عمان، نيقوسيا -»الحياة»، أ ف ب ، رويترز - بعد يوم من أول تظاهرات مليونية في سورية منذ بدأت الحركة الاحتجاجية والتي سقط خلالها 32 شخصاً وأصيب العشرات برصاص قوات الامن غالبيتهم في دمشق، خرج نحو مئة الف شخص لتشييع جنازات قتلى «جمعة أسرى الحرية» في دمشق وحدها. وتزامن ذلك مع تعزيز قوات الامن لوجودها في مدن ريف دمشق بشكل غير مسبوق، إضافة إلى عمليات امنية واسعة في ادلب والبوكمال حيث تحدث ناشطون عن مقتل شخصين هناك برصاص قوات الامن. إلى ذلك وفيما قال ناشطون إن حوالى 300 شخص اعتقلوا خلال احداث الجمعة، أفادت مواقع المعارضة السورية أن الجيش يحمي المتظاهرين في درعا من المسلحين الذين يعرفون باسم الشبيحة ويقف فاصلا بينهما. ودرعا هى مهد الحركة الاحتجاجية في سورية وحركة التظاهر فيها متواصلة منذ أذار (مارس) الماضي. وقال شهود عيان إن مئة ألف شخص شاركوا في تشييع ضحايا الجمعة في منطقة القابون بدمشق التي سقط فيها 18 قتيلاً. وقال نشطاء إن عدد القتلى في الاجمال ارتفع إلى 32 مدنياً على الأقل وانه مرشح للارتفاع لان الكثير من المصابين إصاباتهم خطيرة. ووسط حالة من الغضب وسط المحتجين بسبب العدد الكبير للقتلى في العاصمة، دعا «اتحاد تنسيقات الثورة السورية» إلى اقامة مجالس عزاء ل»شهداء القابون». وقال ناشطون ان مجالس العزاء ستقام في مناطق عدة من بينها ركن الدين والقابون والقدم ودوما وبرزة. وهذا هو اعلى عدد من القتلى يسقط في احياء دمشق. وكانت احياء العاصمة قد انخرطت بشكل كبير في حركة الاحتجاجات في سورية ويخشى السكان بعد احداث الجمعة ان تبدأ قوات الجيش عمليات خاصة حول العاصمة بسبب حساسية وضعها لمنع انتشار التظاهرات. ويقدر النشطاء أن عدد أفراد الشرطة السرية في شوارع دمشق زاد بأكثر من الضعف منذ بدء الاحتجاجات، وقال ناشطون إن هناك انتشار امني كثيف حول ضواحي دمشق. وقال ناشط بالتليفون من دمشق لرويترز ان»عشرات الآلاف من سكان دمشق خرجوا الى الشوارع في المناطق الرئيسة لأول مرة اليوم وهذا هو سبب لجوء النظام الى مزيد من القتل». من ناحيته، قال رامي عبدالرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان: «هذه هي أكبر احتجاجات حتى الآن. انها تحد صريح للسلطات لاسيما عندما تخرج كل هذه الاعداد في دمشق للمرة الأولى». وذكر شهود وناشطون أن الشرطة أطلقت الذخيرة الحية والغاز المسيل للدموع في العاصمة وضواحيها. وقتلت الشرطة اربعة في درعا بجنوب البلاد. وأضافوا أن قوات الأمن قتلت بالرصاص ثلاثة محتجين في محافظة إدلب بشمال غرب البلاد قرب الحدود مع تركيا حيث هاجمت قوات ودبابات القرى. وقتل اثنان آخران في مدينة حمص. وقال شاهد من منطقة ركن الدين في دمشق إن «مئات الشبان الملثمين اشتبكوا مع قوات الأمن بالعصي والحجارة». وفي مدينة حماة أظهرت لقطات فيديو صورها السكان حشداً كبيراً في ساحة العاصي الرئيسية بالمدينة يردد «الشعب يريد اسقاط النظام». وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن 350 ألفاً على الأقل تظاهروا في محافظة دير الزور الشرقية. وقال سكان إن القوات السورية قتلت بالرصاص اثنين من المحتجين هناك يوم الخميس. من ناحيته قال المرصد السوري إن حوالى 300 شخص اعتقلوا خلال احداث الجمعة. واضاف المرصد ان «السلطات اعتقلت حوالى 300 شخص الجمعة. وقد اعتقل اكثر من مئة في قرى منطقة جبل الزاوية» بمحافظة ادلب المتاخمة للحدود التركية. واوضح المرصد من جهة أخرى ان عشرات الحافلات التي تقل عناصر امن دخلت امس قرية كفر نبل في جبل الزاوية وقام العناصر ب «عمليات تفتيش في المنازل بطريقة استفزازية وعمدوا الى ضرب الرجال بوحشية على مرأى من عائلاتهم». واشار المرصد الى «اعتقال عشرات الاشخاص في هذه القرية التي كانت تسمع فيها اصوات اطلاق نار غزير». وكان المرصد السوري اعتبر ان المشاركة الكثيفة في احتجاجات الجمعة تبعث «رسالة واضحة الى السلطات ان التظاهرات في تصاعد وليست في أفول». وأوضح ان «عدد المتظاهرين بلغ اكثر من نصف مليون في حماة وقراها في حين بلغ في دير الزور ما بين 450 و550 الفاً». وأفاد ان قوات الامن فتحت النار في دمشق وادلب (شمال غرب) ودرعا (جنوب) في محاولة لتفريق التظاهرات. واوضح ان قوات الامن اطلقت النار في حي القابون بعد ان نزل 20 ألف شخص الى الشوارع وحدث الشيء نفسه في حي ركن الدين. من جهتها افادت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) «ان مدنياً استشهد برصاص مسلحين في ادلب وأصيب عنصران من قوات حفظ النظام بإطلاق النار عليهما من قبل مسلحين في جوبر». واضافت: «كما أطلق مسلحون النار على قوات حفظ النظام والمواطنين في القابون وركن الدين ما أدى إلى استشهاد مدني وجرح اثنين من قوات حفظ النظام».