تحرص شركات تطوير الطاقة الشمسية في أميركا على الموازنة بين الاهتمام بالبيئة وحمايتها، وبين السوق المزدهرة للطاقة المتجددة. وأمنت الحكومة الأميركية مساحات شاسعة من الأراضي العامة في الغرب لمشاريع الطاقة الشمسية، كجزء من جهود حكومة الرئيس أوباما الرامية الى خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في الولاياتالمتحدة. ووضعت شركة «برايت سورس إينرجي» نظام مراقبة لمشروع «إيفانباه» لتوليد الكهرباء بواسطة الطاقة الشمسية، الذي تبلغ قدرته الإنتاجية 392 ميغاواط، بالقرب من الحدود بين ولايتي كاليفورنيا ونيفادا. وستبيع محطة الإنتاج الكبيرة الموجودة في منطقة نائية في صحراء موجاف، الكهرباء إلى شركتي طاقة كهربائية تزودان بها نحو 140 ألف منزل في ولاية كاليفورنيا. واضطرت الشركة إلى إجراء تعديلات عدة على تصميم مصنعها، لاستيعاب السلاحف والحيوانات والنباتات البرّية في المنطقة، خلال مراجعة بيئية مطوّلة مع مسؤولي فرض تطبيق القانون التابعين للولاية والحكومة الفيديرالية، وخفّضت حجم محطة الطاقة بنسبة 12 في المئة. ووافقت على تركيب المرايا الشمسية على أعمدة، للحد من تأثيرها في الأرض التي تتجول عليها السلاحف، بدلاً من تمهيد مساحة واسعة لبناء منصات خرسانية. ويقوم علماء الأحياء بمسح موقع البناء بحثاً عن سلاحف نادرة مهددة بالانقراض قد تتسلل إلى المنشآت، ثم يجمعونها ويزودونها بأجهزة إرسال لاسلكي وينقلونها إلى منطقة محمية بعيدة من الآلات والسيارات. وتهدف الخطة إلى تربية السلاحف الصغيرة خلال السنوات الخمس الأولى من حياتها، وهي الفترة التي يمكن أن تقع هذه الصغار في الكثير من الأحيان فريسة للثعالب والذئاب والحيوانات المفترسة الأخرى. وتمثل الطاقة الشمسية واحداً في المئة فقط من إنتاج الكهرباء في الولاياتالمتحدة، لكن يتوقع أن تنمو حصتها الإنتاجية بسرعة، إذ تكثّف أميركا بناء المحطات الكبيرة لتوليد الطاقة الشمسية بهدف بيعها إلى شركات الكهرباء. وأنشأت هذه الشركات محطات لإنتاج 956 ميغاواط كهرباء من الطاقة الشمسية موصولة بالشبكة العامة العام الماضي، أي أكثر من ضعف قدرتها الإنتاجية السابقة، كما أفادت «المجموعة التجارية لجمعية صناعات الطاقة الشمسية». وأضافت المجموعة أن القيمة الإجمالية لمنشآت سوق الطاقة الشمسية الأميركية بلغت 6 بلايين دولار في نهاية العام الماضي، بعد أن كانت 3.6 بليون في 2009. وحظي جزء من هذه الاستثمارات بضمانات فيديرالية لقروض مقدمة من وزارة الطاقة الأميركية، لخفض تكلفة مشاريع الطاقة الشمسية وجذب مستثمرين من القطاع الخاص.