الامم المتحدة - رويترز - قبلت الجمعية العامة للامم المتحدةجنوب السودان العضو 193 في المنظمة الدولية في تتويج لاستقلال الدولة الافريقية الجديدة بعد عقود من الصراع. وجاء تصويت الجمعية العامة الذي اخذ بالتصفيق في اعقاب اعلان استقلال جنوب السودان في جوبا يوم السبت بعدما اختار السكان في استفتاء اجري في يناير كانون الثاني الانفصال عن السودان وهو قرار قبلته الخرطوم. ودوى التصفيق في قاعة الجمعية العامة حين اصبح جنوب السودان أول دولة تنضم للمنظمة الدولية منذ انضمام جمهورية الجبل الاسود عام 2006 . وكان مجلس الامن الذي يجب ان يتخذ قرارا بشأن كل طلبات عضوية الاممالمتحدة قد أوصى يوم الاربعاء بأن تقبل الجمعية العامة عضوية جنوب السودان. وقال الامين العام للامم المتحدة بان جي مون "مرحبا جنوب السودان. مرحبا في مجتمع الامم." وقال رئيس الجمعية العامة جوزيف ديس انها "لحظة تاريخية وسعيدة." وفي وقت لاحق رفع امام مقر الاممالمتحدة في نيويورك علم جنوب السودان بألوانه الاسود والاحمر والاخضر والذي يزدان بمثلث ازرق ونجمة ذهبية. واجري الاستفتاء على استقلال جنوب السودان بموجب اتفاق سلام ابرم عام 2005 وانهى حربا دامت 20 عاما بين شمال السودان وجنوبه وقتل فيها اكثر من مليوني شخص. ودعت مسودة تقرير للامم المتحدة حصلت عليها رويترز يوم الخميس مجلس الامن الدولي إلى اصدار تكليف باجراء تحقيق في العنف في منطقة جنوب كردفان المضطربة. وقال التقرير ان سلوك القوات المسلحة السودانية في جنوب كردفان الولاية النفطية الرئيسية في الشمال التي تتاخم جنوب السودان "كان شنيعا بشكل غير عادي." وشملت الاعمال المذكورة القصف الجوي واعمال الخطف والاعتقالات التعسفية والهجمات على الكنائس. واضاف ان تلك الاعمال ارتكبتهاقوات ومنها القوات المسلحة السودانية. واضاف انه اذا ثبت صحتها فانها تشكل جرائم حرب." وقال فيليب بولوبيون من جماعة هيومات رايتس ووت "تقرير الاممالمتحدة يعطينا اسبابا للخوف من الاسوأ. وهو يطلب تحقيقا شاملا كافيا ورد فعل لا لبس فيها من قبل مجلس الأمن." وقال وزير العدل في جنوب افريقيا جيف راديبي لدى تقديمه القرار للجمعية ان جنوب السودان استثناء للتقليد الافريقي بالتمسك بحدود عهد الاستعمار "ولا يخلق بأي حال سابقة للنزعات الانفصالية". وستكون الدولة الجديدة واحدة من افقر دول العالم وسترث عددا من النزاعات مع الخرطوم. لكن ممثلين من البلدين تعهدوا يوم الخميس بوضع الماضي وراء ظهورهم وحل المسائل المعلقة سلميا. وفي تأكيد على التقبل الحسن من الخرطوم لانفصال جنوب السودان قال السفير السوداني لدى الاممالمتحدة دفع الله الحاج علي عثمان ان أبناء البلدين سيبقون جميعا سودانيين واعضاء عائلة واحدة. وقال للجمعية العامة ان هذه صفحة جديدة وان السودان يمد يده للجميع. واضاف "نحن واشقاؤنا" في جنوب السودان تركنا مرارة الحرب وجراحها "وراءنا ونتطلع للمستقبل". واشاد نائب رئيس جنوب السودان ريك مشار "بحكمة" الرئيس السوداني عمر حسن البشير في توقيع اتفاق السلام عام 2005 و"لقبوله بشجاعة نتيجة" استفتاء يناير. وقال "حل كل المسائل المعلقة بين الشمال والجنوب بأمن وسلام اعمق واخلص رغباتنا." واضاف "لا نكن مرارة تجاه مواطنينا السابقين." وتشمل الخلافات المتبقية بين جوباوالخرطوم تسوية وضع الحدود والمواطنة وتقاسم موارد النفط. ولم يتحدد بعد اي دولة ستؤول اليها منطقة ابيي الحدودية حيث من المقرر ان تنشر قريبا قوة حفظ سلام تابعة للامم المتحدة تضم 4200 جندي اثيوبي. وفي واشنطن كانت اللهجة أقل تفاؤلا مما هي عليه في الاممالمتحدة حيث كانت لجنة تابعة للكونجرس تناقش العنف في ولاية جنوب كردفان. وتقدر الاممالمتحدة عدد الذين فروا من القتال هناك بين الجيش السوداني والمقاتلين المواليين للجنوب بنحو 73 الف شخص.