دفع عدم وجود دور عرض سنمائية في السعودية، عدداً من السعوديين إلى تحويل صالات منازلهم إلى دورٍ لعرض الأفلام العربية والعالمية، ودعوة كل من يريدون من أصدقائهم وجيرانهم لمشاهدتها، وقضاء إجازة الصيف على الطريقة السعودية التي ابتكرها عددٌ من السكان لإشباع رغباتهم الفنية والسفر عبر السينما إلى ثقافات الشعوب والتوغل في الدراما التي ينتجونها، والخروج من دائرة التضييق والملل الذي يفرضه الواقع في ظل عدم استثمار الجهات المعنية بالثقافة والفنون أوقات الإجازات الصيفية بما هو نافع ومشوق. أم محمد واحدة من النساء اللائي وجدن في تحويل إحدى صالات منزلها إلى قاعة لعرض الأفلام السينمائية بالتنسيق مع زوجها، فكرةً ناجحة وربما استثمارية في تعزيز ثقافة الفن السابع في نفوس أطفالهم ومعارفهم وأصدقائهم واكتشاف ما يستجدّ من أفلام عربية وعالمية وعرضها بطريقة احترافية. تقول أم محمد: «نهتم منذ سنين طويلة أنا وزوجي بالفن السينمائي ونتابع كل ما تنتجه الدول المتقدمة في صناعة السينما من أفلام ونحرص على اقتناء أفضلها ومتابعتها وتحليلها». وأضافت: «لكننا وجدنا فكرة تحويل إحدى صالات منزلنا إلى قاعة مخصصة لعرض الأفلام أفضل وسيلةٍ للاندماج والتعايش الفعلي مع الفيلم المعروض، وهي حققت ما نريده، إذ أصبح يتردد علينا بعض الأقارب والجيران والأصدقاء يشاركوننا متعة المشاهدة، ونقدم لهم الضيافة الواجبة لهم، إضافة إلى المكسرات والفشار والعصيرات». تبرر أم محمد هذه الخطوة، « فعلنا ذلك لأننا في السعودية، حيث لا توجد لدينا دورٌ خاصة بالسينما والتي توجد في كل دول العالم، ولا نعلم ما هو السبب إلى اليوم في عدم إيجادها»، مؤكدةًَ أن المجتمع السعودي يرغب في مشاهدة السينما، وأن ذلك يفرض على وزارة الثقافة والإعلام إعادة النظر في أمر المنع، واتخاذ خطوة بالفسح تحت إشرافها ومراقبتها. وقالت أم محمد إنها تخصص أياماً في الأسبوع لعرض الأفلام وذلك بعد صلاة العشاء، فيما تحدد أياماً أخرى للأطفال يشاهدون فيها أفلام الكرتون، والأفلام ذات الأبعاد الثلاثية المناسبة لهم. هذا الاهتمام بالسينما لدى أم محمد وعائلتها تحول إلى شغف، إذ إنهم يتعرفون على الأفلام من خلال الإنترنت والمحطات الفضائية، ويحاولون جمع أفضلها لعرضها في قاعتهم المنزلية. وفي الاتجاه ذاته، يحول محمد سعيد ملحق منزله إلى قاعة سينمائية مصغرة مجهزة بأدوات العرض، فيما يجتهد في الحصول على أحدث الأفلام، ليتابعها مع أصدقائه، هرباً من الملل والفراغ الذي تحدثه الإجازة الصيفية عند البعض. من جهته، يرى المخرج فهد غزولي أن المجتمع لم يقدم على هذه الخطوة إلا لأنه يرغب في مشاهدة السينما، مستدلاً على ذلك بإقبال السعوديين الكبير على دور السينما حينما يسافرون إلى خارج البلاد. وأضاف: «إن وسائل التقنية الحديثة اليوم ك«البروجيكتر» وجهاز «DVD»» وسواهما سهلت أموراً كثيرة في متابعة الأفلام، إذ يستطيع أي شخص إحضارها إلى منزله والاستمتاع بمشاهدة الأفلام الجديدة أو القديمة برفقة عائلته أو أصدقائه من دون أي صعوبة». واقترح غزولي البدء في إنشاء دورٍ خاصة بعرض السينما «لأن التغيير قادم، ولا مانع بأن تنظم هذه الدور من جانب وزارة الثقافة والإعلام ومراقبة ما يتم عرضه». وأشار إلى أن الوزارة حالياً تفسح أفلام «DVD» الموجودة في الأسواق، متسائلاً «لماذا إذاً لا يسمح للسينما ويطبق عليها نفس الإجراء؟».