تباينت مواقف القوى السياسية المصرية في شأن المشاركة في تظاهرات ينوي تنفيذها النشطاء في ميادين رئيسية اليوم تحت مسمى جمعة «الإنذار الأخير» وأعلن الإسلاميون مقاطعتها، في ما بدا أن المجلس العسكري، الذي يدير شؤون البلاد منذ الإطاحة بنظام الرئيس السابق حسني مبارك، يعتمد سياسة النفس الطويل في تعامله مع الثوار واستمرت المناقشات داخل أروقة الحكومة لإجراء تغييرات يتوقع أن تكون «جذرية» على تشكيلة حكومة الدكتور عصام شرف. وكشفت السلطات القضائية أمس النقاب عن تفاصيل التحقيقات التي جرت حول الهجوم الذي نفذه رجال النظام السابق على المتظاهرين في ميدان التحرير في 2 شباط (فبراير) الماضي وسُمي «موقعة الجمل»، وأعلنت أن الأمين العام السابق للحزب الوطني «المنحل» رئيس مجلس الشورى صفوت الشريف كان العقل المدبر لتلك الأحداث التي سقط خلالها نحو مئات القتلى والجرحى. وسادت حالة من الهدوء أمس في ميدان التحرير، على رغم استمرار أعداد كبيرة من المواطنين في الاعتصام والمبيت في الميدان، كما استؤنف العمل في مجمع التحرير لليوم الثاني على التوالي بعد إغلاقه ثلاثة أيام على يد المعتصمين. وقال معتصمون تحدثت إليهم «الحياة» إنهم يعتزمون اليوم تنظيم مسيرات داخل الميدان يحملون خلالها النعوش وتنظيم جنازة رمزية لتذكير المسؤولين بأن هناك شهداء فقدوا حياتهم من أجل التغيير الذي لم يحدث حتى الآن. وواصل 13 ناشطاً سياسياً (11 شاباً وفتاتان) إضرابهم عن الطعام لليوم السادس على التوالي، في وقت أعلنت جماعة «الإخوان المسلمين» أمس مقاطعتها تظاهرات جمعة «الإنذار الأخير». وعزت قرارها إلى «الحاجة إلى ترك الفرصة للمجلس العسكري لتنفيذ التعهدات التي قطعها على نفسه». وقال القيادي في الإخوان الدكتور محمد البلتاجي ل «الحياة»: «دعونا نترك لهم (جنرالات الجيش) الفرصة لنرى آلية تنفيذ تلك الوعود وبعدها نرى هل ننزل إلى ميدان التحرير لتقديم الشكر إلى المجلس العسكري أم سنعود إلى التظاهر بهدف الضغط عليه». وعلى النهج نفسه سار حزب «الوسط» ذو الخلفية الإسلامية الذي انتقد رئيسه أبو العلا ماضي «ضبابية الأهداف في تظاهرات اليوم». وأعلنت جمعية « الدعوة السلفية» أمس تأييدها ما ورد في بيان المجلس العسكري من مبادئ تؤدي إلى منع الفوضى التي يخطط لها البعض لمصالح شخصية من دون مراعاة مصالح البلاد العليا، مؤكدة أنها لن تشارك في تظاهرة الجمعة حتى تمنح الفرصة الكافية للحكومة للوفاء بوعدها. سياسياً بدا أن التحركات التي اتخذتها السلطة لم تلبِ طموحات الائتلافات الشبابية. وأعلن أمس ممثلون عن 25 تياراً سياسياً رفضهم لأداء الحكومة الحالية، مطالبين بتشكيل حكومة بقيادة جديدة تجمع بين الطابع السياسي والتكنوقراطي ولها كل الصلاحيات التي تمكنها من أداء المهمات المنوطة بها. ودعوا خلال مؤتمر صحافي عقد أمس، الدكتور عصام شرف إلى تقديم استقالته، وأن يكون هدف الحكومة التكنوقراطية الجديدة هو تحقيق مطالب الثورة.