بنغازي، طرابلس، اسطنبول، واشنطن - أ ف ب، رويترز - بدأ الثوار الليبيون الخميس الاستعداد لشن هجوم على البريقة، المدينة النفطية التي تسيطر عليها قوات العقيد معمر القذافي في شرق ليبيا، بعدما أرغموا قوات الزعيم الليبي على التقهقر من قرية القواليش في الجبل الغربي بعد ساعات فقط من عودة مؤيدي القذافي إليها. وأفاد مسؤولون عسكريون في صفوف الثوار أن الهجوم على البريقة يُفترض أن يبدأ مساء الخميس أو صباح الجمعة. وصرح أحدهم: «نستعد لدخول البريقة، يفترض أن يبدأ الهجوم قريباً»، مضيفاً أن الهجوم ارجئ من مساء الأربعاء. وقال مسؤول آخر: «سنبدأ التحرك في الساعات المقبلة وينبغي أن نكون في البريقة قريباً إن شاء الله». وأعلن حلف شمال الأطلسي، من جهته، تدمير ستة أهداف عسكرية تابعة للقذافي الأربعاء في البريقة. وفيما تستعر المعارك على الجبهة الغربية في جبل نفوسة تجري المعارك في شرق البلاد بوتيرة متقطعة حيث تعمد قوة من ألفين إلى 3000 رجل من الجيش النظامي متمركزة في البريقة إلى مهاجمة أجدابيا بانتظام. وتبعد أجدابيا 160 كلم جنوب بنغازي التي تعتبر «عاصمة» الثوار. في غضون ذلك، عزز الثوار الخميس مواقعهم قرب مدينة الأصابعة الاستراتيجية على بعد 80 كلم جنوبطرابلس والتي انكفأت اليها قوات معمر القذافي الأربعاء في اختتام معارك كثيفة. وعاد القسم الأكبر من قوات الثوار إلى قرية القواليش على بعد 17 كلم جنوب الأصابعة. واحتفظ الثوار بالسيطرة على القواليش في اختتام معارك أوقعت ما لا يقل عن ثمانية قتلى ونحو ثلاثين جريحاً في صفوفهم. من جهته، قال عبدالمجيد سالم قائد مجموعة من الثوار ل «فرانس برس»: «وصلنا (الأربعاء) إلى بعد ستة كيلومترات من الأصابعة، وعاد القسم الأكبر منا. البعض فقط بقي» على بعد حوالى عشرة كيلومترات من هذه المدينة. وأكد أن الثوار سيطروا في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة على كيلومترات عدة من خط الجبهة. من جهة أخرى، قال موفد الكرملين ميخائيل مارغيلوف الذي زار طرابلس أخيراً لمقابلة مسؤولين في النظام، إن هؤلاء أكدوا له ان لديهم خطة «انتحارية» تتضمن تفجير طرابلس في حال هجوم للقوات المتمردة. وأوضح مارغيلوف الذي زار ليبيا الشهر الماضي، وهو يتحدث العربية، ان «رئيس الوزراء الليبي (البغدادي المحمودي) قال لي في طرابلس: إذا استولى الثوار على المدينة سنغطيها بالصواريخ ونفجرها». وشكّك موفد الكرملين بفرضية أن يكون النظام الليبي يعاني نقصاً في الذخائر. لكنه أضاف: «من المحتمل نظرياً أن تنفد ذخائر الدبابات والأسلحة الخفيفة في طرابلس، لكن العقيد (القذافي) لديه كميات من الصواريخ والمتفجرات». وقال البغدادي المحمودي للصحافيين أمس إن السلطات الليبية «أوقفت كلياً» تعاونها في مجال الطاقة مع ايطاليا، مؤكداً انه لن يتم التوقيع على أي اتفاق في المستقبل مع العملاق النفطي «ايني» بسبب مشاركة ايطاليا في ضربات الحلف الاطلسي. وقال المحمودي أمام الصحافيين ان الاتفاق مع ايني انتهى الى غير رجعة، مندداً بما سمّاه «انتهاك» روما لاتفاق عدم الاعتداء التي وقعتها قبل ثلاث سنوات مع ليبيا وذلك من خلال مشاركتها في غارات الأطلسي على نظام معمر القذافي. وتعقد مجموعة الاتصال حول ليبيا اليوم الجمعة في اسطنبول اجتماعها الرابع لبحث حل سياسي للنزاع الليبي وتنسيق المساعدة الدولية للثوار. ويتوقع أن يشارك في هذا الاجتماع وزراء خارجية نحو 15 بلداً بينهم هيلاري كلينتون (الولاياتالمتحدة) والان جوبيه (فرنسا) وفرانكو فراتيني (ايطاليا) ووليام هيغ (بريطانيا)، حسب مصادر ديبلوماسية تركية. ودعيت الصين وروسيا أيضاً إلى اسطنبول بصفتهما عضوين دائمي العضوية في مجلس الأمن. لكنهما رفضتا تلبية الدعوة. وسيبحث اجتماع اسطنبول مختلف مشاريع «خريطة الطريق» التي اقترحتها تركيا والاتحاد الافريقي للخروج من الأزمة. وأوضح مصدر ديبلوماسي أن «خريطة الطريق التركية (...) تتضمن وقفاً فورياً لإطلاق النار مع انسحاب قوات القذافي من بعض الأماكن (...) ثم وسائل رحيل القذافي، وفي وقت لاحق البدء بعملية انتقالية سياسية في ليبيا». وسيكون موضوع تنسيق المساعدة الدولية للثوار الليبيين في صلب المحادثات أيضاً التي سيشارك فيها الرجل الثاني في المجلس الوطني الانتقالي الهيئة السياسية للثوار الليبيين، محمود جبريل. وقال المصدر ذاته: «سنعمل على تقويم الآليات التي وضعت اثناء الاجتماعات السابقة لنرى كيف يمكننا تسهيل تدفق المساعدة المالية والعينية (...) عبر المجلس الوطني الانتقالي وبحث الوضع الانساني في ليبيا وعلى حدودها». إلا أن الديبلوماسي اعتبر أن مطالب الثوار بتسليمهم الارصدة العائدة لعناصر من نظام طرابلس والتي جمدت بموجب قرار لمجلس الأمن الدولي، غير واقعية كثيراً. وفي واشنطن (رويترز)، قال البيت الأبيض إن الرئيس باراك اوباما أبلغ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الأربعاء إنه يؤيد جهود موسكو للوساطة من أجل ايجاد حل سياسي في ليبيا وانه مستعد لمساندة المحادثات من أجل تحول ديموقراطي ما دام معمر القذافي سيتنحى. وقال جاي كارني الناطق باسم أوباما في بيان إن الرئيس أوضح موقفه في هذا الأمر في اجتماع مع لافروف في البيت الأبيض.