أعلن موفد الكرملين الى ليبيا ميخائيل مارغيلوف في مقابلة نشرتها صحيفة ايزفستيا امس ان نظام الزعيم الليبي معمر القذافي لديه خطة «انتحارية» تقضي بتفجير العاصمة طرابلس في حال هاجمها الثوار، وقال مارغيلوف الذي زار ليبيا الشهر الماضي في المقابلة ان «رئيس الوزراء الليبي قال لي في طرابلس انه اذا استولى الثوار على المدينة فسوف نغطيها بالصواريخ ونفجرها». وتابع الموفد الذي يتكلم العربية «اعتقد ان نظام القذافي لديه فعلا خطة انتحارية من هذا القبيل»، بينما اصبح المتمردون على بعد حوالى ثمانين كيلومترا عن العاصمة. من جهة اخرى شكك موفد الكرملين بفرضية ان يكون النظام الليبي يعاني نقصا في الذخائر، وقال ان «القذافي لم يستخدم صاروخا واحدا ارض-ارض ولديه الكثير منها. هذا يدفع الى التشكيك في ان يكون يعاني نقصا في الاسلحة»، واضاف «من المحتمل نظريا ان تنفد ذخائر الدبابات والاسلحة الخفيفة في طرابلس، لكن العقيد (القذافي) لديه كميات من الصواريخ والمتفجرات». وكان مارغيلوف موفد الرئيس الروسي الى افريقيا، زار في 16 يونيو طرابلس والتقى عددا من اعضاء القيادة الليبية بينهم رئيس الحكومة البغدادي المحمودي لكنه لم يجتمع بمعمر القذافي. وقبل ذلك زار بنغازي معقل الثوار في شرق ليبيا في اطار محاولة وساطة من قبل روسيا. وقال في المقابلة التي نشرت امس «يمكننا تسوية الوضع بدون العقيد (القذافي) اذ ان السلطة الحقيقية بين ايدي رئيس الوزراء واعضاء آخرين في الحكومة». واضاف «يجب التحدث مع هذا القسم البراجماتي من السلطة بالتحديد وهذا ما نعمل عليه». من جهة اخرى قال ثوار ليبيون أمس ان الجزء الاكبر من قواتهم انسحب من محيط مدينة السبعة الاستراتيجية التي تبعد حوالى ثمانين كيلومترا جنوبطرابلس وكانت القوات الموالية للقذافي انسحبت منها امس الأول. وكان الثوار تصدوا الاربعاء بعد معارك طاحنة لهجوم مضاد شنه نظام معمر القذافي في غرب ليبيا وطاردوا القوات حتى ابواب السبعة. وقال قائد مجموعة من المتمردين عبدالمجيد سالم في قواليش البلدة التي سقطت بإيدي الثوار قبل اكثر من اسبوع وتبعد 17 كلم جنوبا «امس اصبحنا على بعد ستة كيلومترات عن السبعة وعاد معظمنا. لم يبق سوى عدد قليل منا» على بعد حوالى عشرة كيلومترات عن المدينة. واضاف ان تراجع المتمردين يهدف الى ضمان امن قوالش. وقال «امس تعرض مركز المراقبة في قوالش لهجوم ووصل جنود القذافي الى هذا المركز. كما استولوا على مواقع اخرى»، وتابع «طردناهم حتى السبعة وعدنا لضمان امن المنطقة (قوالش)». وذكر اطباء في مستشفى الزنتان المركز الاستراتيجي للمتمردين في جبل نفوسة جنوبطرابلس ان ثمانية ثوار قتلوا وجرح حوالى ثلاثين آخرين في هذه المعارك. والسبعة هي آخر مدينة قبل الغريان الاستراتيجية، على الطريق الى العاصمة الليبية معقل القذافي. وعلى الجبهة الشرقية، سقطت قذيفتان على الاقل أمس في اجدابيا المدينة الاستراتيجية ايضا التي يسيطر عليها الثوار، مما ادى الى جرح اربعة اشخاص وسبب أضرارا مادية جسيمة، كما ذكر شهود عيان. وفي تركيا تعقد مجموعة الاتصال حول ليبيا اليوم في اسطنبول اجتماعها الرابع لبحث حل سياسي للنزاع الليبي وتنسيق المساعدة الدولية للثوار. ويتوقع ان يشارك في هذا الاجتماع وزراء خارجية نحو 15 بلدا بينهم هيلاري كلينتون (الولاياتالمتحدة) والان جوبيه (فرنسا) وفرانكو فراتيني (ايطاليا) ووليام هيغ (بريطانيا)، بحسب مصادر دبلوماسية تركية. ودعيت الصين وروسيا ايضا الى اسطنبول بصفتهما عضوين دائمي العضوية في مجلس الامن الدولي، لكن موسكو المناهضة لحملة الحلف الاطلسي ضد نظام العقيد معمر القذافي، رفضت الدعوة. وأكدت فرنسا التي تتزعم العملية الدولية في ليبيا، الثلاثاء ان حلا سياسيا بدا يرتسم بفضل اتصالات دبلوماسية تحظى بالمزيد من الدعم ويفترض ان تسمح بتنحي القذافي الموجود في السلطة منذ 42 عاما، وقال جوبيه «نستقبل موفدين يقولون لنا: القذافي على استعداد للرحيل، فلنبحث هذا الامر (...) هناك اتصالات فعلا، لكن الامر اليوم ليس تفاوضا حقيقيا». وسيتم بحث المسألة في اسطنبول اضافة الى مراحل حل سياسي للنزاع، كما اعلن دبلوماسي تركي رفض الكشف عن هويته، وقال هذا المصدر «اني على يقين ان الموضوع سيطرح. سنستمع اولا (الى موفد الاممالمتحدة الى ليبيا) عبدالاله الخطيب لانه يقوم بزيارات مكوكية بين بنغازي («عاصمة» الثوار) وطرابلس، وسنرى الى ماذا توصل وماذا علم». وستبحث لاحقا مختلف مشاريع «خارطة الطريق» التي اقترحتها تركيا والاتحاد الافريقي للخروج من الازمة، واوضح الدبلوماسي ان «خارطة الطريق التركية (...) تتضمن وقفا لاطلاق نار فوري مع انسحاب قوات القذافي من بعض الاماكن (...) ثم وسائل رحيل القذافي، وفي وقت لاحق البدء بعملية انتقالية سياسية في ليبيا». وسيكون موضوع تنسيق المساعدة الدولية للثوار الليبيين في صلب المباحثات ايضا التي سيشارك فيها الرجل الثاني في المجلس الوطني الانتقالي الهيئة السياسية للثوار الليبيين، محمود جبريل الذي يشغل ايضا منصب «وزير» الخارجية، حسب هذا المصدر. وقال المصدر ذاته «سنعمل على تقييم الآليات التي وضعت اثناء الاجتماعات السابقة لنرى كيف يمكننا تسهيل تدفق المساعدة المالية والعينية (...) عبر المجلس الوطني الانتقالي وبحث الوضع الانساني في ليبيا وعلى حدودها». إلا أن الدبلوماسي اعتبر ان مطالب الثوار بتسليمهم الارصدة العائدة لعناصر من نظام طرابلس والتي جمدت بموجب قرار لمجلس الامن الدولي، غير واقعية كثيرا. وعلى هامش اجتماع اسطنبول، سيجري جبريل محادثات ثنائية مع مختلف الوفود لبحث المساعدة التي يمكن لكل بلد تقديمها للثوار، كما اعلن هذا المصدر. وتضم مجموعة الاتصال الدولية حول ليبيا التي انشئت اثناء اجتماع في لندن في 29 مارس، كل الدول التي تشارك في حملة الحلف الاطلسي ضد نظام القذافي.