اعتبر الرئيس اللبناني ميشال عون أن «ما حصل فجر أمس، في سورية لا يساهم في إيجاد حل سياسي للأزمة السورية التي دخلت عامها الثامن، بل يعيق كل المحاولات الجارية لإنهاء معاناة الشعب السوري، إضافة إلى أنه قد يضع المنطقة في وضع مأزوم تصعب معه إمكانية الحوار الذي بات حاجة ضرورية لوقف التدهور وإعادة الاستقرار والحد من التدخلات الخارجية التي زادت الأزمة تعقيداً». وأكد عون، وفق المكتب الإعلامي للرئاسة اللبنانية، أن «لبنان الذي يرفض أن تستهدف أي دولة عربية باعتداءات خارجية بمعزل عن الأسباب التي سيقت لحصولها، يرى في التطورات الأخيرة جنوحاً إلى مزيد من تورط الدول الكبرى في الأزمة السورية، مع ما يترك ذلك من تداعيات». وعلّق رئيس المجلس النيابي نبيه بري على الضربة قائلاً: «رحم الله الجواهري عندما قال: دمشق صَبراً على البَلْوى... وعند أعْوادكِ الخضراء بهجَتُها كالسنديانة مهما سَاقطت ورقاً». ورأت وزارة الخارجية اللبنانية أن «القصف الصاروخي والغارات الجوية يمثلان اعتداءً صارخاً على سيادة دولة عربية شقيقة وانتهاكاً للمواثيق والأعراف الدولية والحري كان إجراء تحقيق دولي شفاف وموضوعي من قبل الوكالة الدولية لحظر الأسلحة الكيماوية، ومن ثم استصدار قرار أممي شرعي من المؤسسات الدولية قبل تنفيذ أي ضربة عسكرية». وأشارت إلى أن «موقف لبنان المبدئي كان ولا يزال مع حظر استعمال السلاح الكيماوي من أي جهة وضرورة معاقبة مستعمليه، وكذلك منع استخدام وامتلاك كل أنواع أسلحة الدمار الشامل، لا سيما السلاح النووي والذي تملكه إسرائيل تحديداً، ومنع استعماله في أي نزاع عسكري». وأكد وزير الدفاع يعقوب الصراف «رفض لبنان القاطع المساس بسيادته الوطنية عبر استخدام أجوائه للاعتداء على سورية، وذلك سيجرّ لبنان إلى أتون الحرب بدلاً من مساعدته على النأي بالنفس». وأصدر المكتب الإعلامي للرئيس السابق إميل لحود بياناً استنكر الضربة واعتبر أن «نجاح الجيش السوري في إفشال العدوان الثلاثي سيعطي رسالة واضحة إلى العدو الإسرائيلي وأعوانه بأن سورية ليست مكسر عصا ولا مستباحة». ورأى أنه «عدوان جاء لاستكمال العدوان الإسرائيلي الأخير واستمراراً لمشروع الفتنة ودعم أدوات وفصائل الإرهاب كما عودتنا أميركا وأعوانها». وقال «تيار المستقبل» في بيان إن «المنطقة واجهت خلال الساعات الماضية، تطورات عسكرية شديدة الخطورة، نشأت عن الجرائم التي ارتكبها النظام السوري ضد المدنيين في مدينة دوما، والضربة العسكرية الأميركية - الفرنسية- البريطانية المشتركة». وأكد أنه «لن يضع نفسه في موقع التأييد أو التهليل لضرب أي عاصمة عربية، مهما تعددت الأسباب الإنسانية الموجبة لذلك، ولا يمكنه أن يتخذ من هذا الموقف سبباً لتغطية المجازر المريعة التي أقدم عليها الأسد وحلفاؤه الدوليون والإقليميون». ورأى أن «إصرار بشار الأسد على تحويل كامل المدن والمناطق السورية أراضي محروقة، يقدم المبرر للجهات الدولية الأخرى للمشاركة في هذا الحريق، تارة بداعي الحرب ضد التنظيمات الإرهابية وطوراً بدعوى الانتقام لأرواح الأبرياء من أطفال سورية الذين حصدتهم آلة السلاح الكيماوي». واعتبر أن «التطورات الأخيرة يجب أن تشكل دافعاً قوياً، لكل من يملك ذرة ضمير في العالم لإنهاء المأساة السورية». وقال إن «الحرب في سورية فتح الجرح السوري على مصراعيه للتدخل الروسي والإيراني والغربي والتركي». واعتبر «حزب الله» في بيان «العدوان الثلاثي انتهاكاً للسيادة السورية وشعوب المنطقة، وهو استكمال واضح للعدوان الصهيوني الأخير على سورية ويمثل تأييداً مباشراً لعصابات الإجرام والقتل والإرهاب التي طالما رعاها ومولها ووفَّر لها أسباب الدعم المادي والسياسي والإعلامي، وتدخل لنصرتها كلما انهزمت أمام أبطال الجيش العربي السوري في الميدان». ورأى أن «الذرائع التي استند إليها أهل العدوان هي ذرائع واهية وتستند إلى مسرحيات هزلية فاشلة، أمروا هم بإعدادها وتسخيرها في خدمة آلة العدوان المجرم، وتمثل غاية الإهانة بما تبقى من الأممالمتحدة ومجلس الأمن وما يسمى المجتمع الدولي». وأكد أن «الحرب التي تخوضها أميركا لن تحقق أهدافها بل إن الأمة ستخرج أكثر عزيمة على المواجهة والانتصار». ورأت حركة «أمل» أن «العدوان يمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي واعتداء صارخاً على سورية العضو المؤسس للأمم المتحدة». وقالت في بيان إنه «فتح الباب على مصراعيه لجعل المنطقة ساحة حرب على امتداد قواعد العدوان العابر للإجواء والحدود الذي قد يؤدي لتداعيات خطرة على الأمن والسلم الدوليين، ويأتي في توقيت مشبوه يتزامن مع تحرير الجيش السوري مساحات واسعة من سطوة الإرهاب».