استشهد مساء أمس، أربعة ناشطين من «سرايا القدس»، الذراع العسكرية لحركة «الجهاد الإسلامي»، في انفجار عرضي وقع في «تُكتُك» جنوب شرقي مدينة رفح جنوب قطاع غزة. وأتى الانفجار غداة «جمعة رفع العلم الفلسطيني وحرق العلم الإسرائيلي» المندرجة في إطار «مسيرات العودة الكبرى» التي بعثت برسائل وحدة فلسطينية وصمود ورفض مشاريع تصفية القضية، ونظمتها الهيئة العليا ل «مسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار» في القطاع. وأعلن الناطق باسم وزارة الصحة في القطاع الدكتور أشرف القدرة استشهاد الناشطين الأربعة، وإصابة عدد آخر بجروح متفاوتة. والشهداء هم: عائد صالح الحمايدة (23 سنة)، وأمجد حسني القطروس (18 سنة)، وهاشم عبد الفتاح كلّاب (18 سنة)، وهشام محمد عبد العال (22 سنة) نجل الشهيد محمد عبد العال أحد أبرز قادة «سرايا القدس» الذي اغتالته إسرائيل عام 2001. وقتلت إسرائيل 36 فلسطينياً وجرحت حوالى أربعة آلاف منذ انطلاق «مسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار» في الثلاثين من الشهر الماضي لمناسبة «يوم الأرض»، وتصل ذروتها في منتصف أيار (مايو) المقبل في ذكرى نكبة فلسطين عام 1948. واعتبرت «الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة»، أن «جمعة رفع العلم الفلسطيني وحرق العلم الإسرائيلي أرسلت رسائل عدة إلى جهات متعددة، وأكدت معاني واضحة». ولفتت الهيئة في بيان ليل الجمعة- السبت، إلى أن «التضحيات الكبيرة التي يقدّمها شعبنا البطل من شهداء وجرحى، هي ضريبة العزة والكرامة في سبيل تحقيق الهدف المنشود من هذه المسيرة المباركة، حقنا في العودة إلى فلسطين». كما أشادت الهيئة بتضحيات الإعلاميين الفلسطينيين الذين «يثبتون مرة أخرى بطولتهم، ويقدمون الشهداء والجرحى من دون تراجع على رغم استهدافهم في شكل متعمد، ويثبتون أن عيونهم أقوى من رصاص الغدر الذي يحاول عبثاً طمس الحقيقة». وأكدت أن «استهداف العدو الصهيوني طواقم الإسعاف وضرب خيامهم بالغاز، وإصابة المتطوعين بالرصاص، دليل على نازية هذا المحتل وتعطشه للدم، وسعيه إلى الحيلولة دون ممارسة دورهم المقدّس في إسعاف المصابين». وزادت: «لكن على رغم ضعف الإمكانات، نراهم أسوداً لا يهابون الموت من أجل حياة شعبهم الذي يستحق الحياة». ودعت الهيئة إلى «الاستعداد لإحياء الجمعة المقبل في ذكرى يوم الأسير واستشهاد القادة العظام خليل الوزير وعبد العزيز الرنتيسي وأبو العباس ومحمود طوالبة وأبو جندل وإبراهيم الراعي... وغيرهم بمزيد من الحشود تحت عنوان جمعة الشهداء والأسرى». وحيّت «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» جماهير الشعب الفلسطيني «الذين استجابوا للأسبوع الثالث على التوالي وخرجوا إلى ميادين العودة على الحدود الزائلة بين القطاع وأراضينا التاريخية المحتلة، مؤكدين أن انتفاضة العودة راسخة الجذور ومتعمقة بالفعل الثوري المتصاعد لجماهير شعبنا بكل تلاوينه السياسية والمجتمعية، وأكدت التمسك بأهدافه الوطنية الثابتة ورفضها المشاريع المشبوهة». وأشادت «الشعبية» في بيان أمس، بالفعاليات التي شهدها «جمعة رفع العلم في لبنان والضفة والمناطق المحتلة عام 1948 والعديد من مدن العالم وعواصمه، تأييداً لمسيرات العودة في القطاع ورفضاً لجرائم الصهيونية، وتأكيداً للثوابت»، داعية إلى «مواصلة هذه الفعاليات، وتوحيد وتوسيع حدّة الاشتباك المفتوح مع الاحتلال في عموم الضفة المحتلة». واعتبرت أن الشعب الفلسطيني أثبت على مدار الأسبوعين الماضيين أن «سر قوته يكمن في وحدته ووقوفه صفاً واحداً في ميدان المواجهة»، لافتة إلى أن «جمعة رفع العلم الفلسطيني وحرق العلم الصهيوني وجهت رسائل قوية لمحاولات تذويب هويتنا الوطنية وطمس حقوقنا وثوابتنا، وجدّدت إصرار شعبنا على عدم الاعتراف بشرعية هذا الكيان الغاصب».