باريس - أ ف ب - ما الذي تسبّب في انقراض الديناصورات قبل 65 مليون سنة؟ الجواب على هذا السؤال الذي يؤرق أصحاب النظريات المتنافسة، قد يكمن في قرن صغير متحجر عثر عليه في طبقة جيولوجية لم يُعثر على أحفوريات للديناصورات فيها من قبل. وكان الخبراء يكتفون بالقول إن أحفوريات الديناصورات تكثر خلال الحقبة الوسيطة (أي ما قبل 65 مليون سنة). في العام 1980، اكتشف فريق من العلماء من جامعة كاليفورنيا حدثاً مربكاً: طبقة طينية عمرها 65 مليون سنة، وتحتوي على معدل عال من «الأريديوم»، وهو معدن نادر جداً وغير موجود تقريباً على سطح الأرض... إنما على النيازك! واعتبر الباحثون ذلك دليلاً على اصطدام جسم ضخم آت من الفضاء بالأرض، قد يكون تسبب بكارثة بيئية، محت على نحو مفاجئ الديناصورات وغيرها من الكائنات الحيوانية والنباتية التي كانت على وجه الكوكب. وتعززت النظرية بأن الانقراض حصل في العصر الطباشيري الثلاثي (كاي تي). وفي آذار (مارس) 2010، عزا باحثون انقراض الديناصورات إلى نيزك بقطر 15 كيلومتراً، سقط في أجواء شيكسولوب في مقاطعة يوكاتان المكسيكية، مصطدماً بالأرض بقوة هائلة، لدرجة انها قد تكون سبّبت حرائق كبرى وسحباً من الغبار الذي غطى الشمس، ما تسبب ببرودة قاتلة أتت على العديد من الكائنات. لكن ذلك لم يكن كافياً لإقناع أصحاب النظرية المنافسة الرئيسة، والذين لا ينفون نظرية سقوط نيزك على الأرض في مرحلة «كاي تي»، لكنهم يعيدون الانقراض الجماعي للديناصورات إلى ظواهر بركانية أقدم بكثير، مركزها الهند حالياً. ويقولون أنه، بعد 1.5 مليون سنة، أدت هذه البراكين إلى النتيجة ذاتها التي سببها النيزك (بحسب النظرية الأولى): برودة بطيئة وترسب الأريديوم وغيرها من المعادن النادرة. وبالنسبة إلى بعض العلماء، قد يكون انقراض الديناصورات قد حدث قبل سقوط النيزك على الأرض، ودليلهم وجود ترسبات جيولوجية تحت الترسبات العائدة إلى حقبة «كاي تي»، بمعنى أنها أقدم من هذه الحقبة. وعثر فريق يقوده تايلر لايسون على قرن أمامي لديناصور من نوع «سيراتوبس»، على عمق 13 سنتيمتراً تحت الحد الجيولوجي الذي تبدأ عنده بداية الحقبة الطباشيرية الثلاثية، الأمر الذي يدعم النظرية الأخيرة.