لم يكن سعد السبيعي، يتوقع أن يتعامل يوماً مع الحاسب الآلي، أو مكوناته، أو يتصفح شبكة الانترنت، لفقدانه نعمة البصر، بيد ان حلم هذا الكفيف تحقق قبل أيام، حين التحق بالبرنامج التدريبي الصيفي «تقني واعد 4»، المقام في الكلية التقنية في الأحساء، ضمن 20 متدرباً من فئة المكفوفين، أنهوا المرحلة الأولى من دورة التعامل مع الحاسب الآلي، ودخلوا الثانية، ومدة كل مرحلة أسبوعان، في معامل الكلية، بالتعاون مع جمعية المعوقين في الأحساء. ويحسب كل من يقوم بزيارة مقر الدورة، أنها «غير اعتيادية»، لما حققته من «إنجازات»، سطرها المكفوفون، بحسن تعاملهم مع أجهزة الحاسب الآلي والإنترنت، على غرار المبصرين، فهم يكتبون ما يُملى عليهم من عبارات وأسماء وأشكال مختلفة. ويدرب الملتحقين في الدورة أحمد الملا، وهو كفيف حاصل على درجة البكالوريوس في اللغة العربية، ومتخصص في تدريب الحاسب الآلي، والتحق بعدد من الدورات في الحاسب الآلي، وطور نفسه من خلال مواقع الإنترنت. وقال الملا: «أستخدم برنامج «هال» في التدريب، وهو خاص بالمكفوفين، وينطق الكلمات التي تكتب في الشاشة». وأوضح الملا، أن «البداية في تدريب المكفوفين في «تقني واعد»، لم تكن صعبة. لأن الدورة قسمت إلى محاور عدة، أهمها الاعتماد على الذات، والصلابة، والقوة، وكذلك إبداء الرأي، ثم الدخول في الجانب العلمي للدورة. كما اعتمدت على هدفين رئيسين، الأول علمي، والثاني نفسي، وذلك بالتحاور مع المبصرين». وعن مراحل التدريب، أوضح أنه بدأ مع المتدربين في «تعريف الحاسب، ومكوناته، ثم التعرف على بيئة «الويندوز»، ثم «الوورد»، و»الأكسل»، والإنترنت، والطباعة بلغتين، إنكليزي وعربي». بدوره، أعرب المتدرب الكفيف باسم العيسى، عن سعادته التي «لا توصف»، أنه أصبح الآن قادراً على التعامل مع الحاسب الآلي، بعد أن كان يسمع عنه فقط. وقال: «الآن أستطيع أن أعبر عن نفسي». ووجهوا شكراً لإدارة الكلية والجمعية على ما يلاقونه من «اهتمام خاص جداً بنا، وتعاملهم الراقي معنا، ومنحنا هذه الفرصة في الدخول إلى عالم الحاسب الآلي والانترنت». وأضافوا أن «برنامج «تقني واعد» هو الوحيد الذي احتوى المكفوفين، ليطور مهاراتهم في الحاسب الآلي، وعالمه». وطالبوا المسؤولين في المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بأن «يستمر البرنامج، وأن تخصص لنا برامج أخرى على مدار العام في الكليات التقنية والمعاهد الصناعية الثانوية».