يشكّل تراجع كلفة السكن في الشرق الأوسط، سبباً لدفع مدنه إلى مراتب أدنى في التصنيف العالمي لغلاء كلفة المعيشة، وتساهم في ازدياد جاذبيتها بالنسبة للوافدين، خصوصاً في الدول المستقرة سياسياً. وأظهر مسح أجرته شركة «ميرسر» العالمية حول تكاليف المعيشة للعام الجاري، أن إمارة أبو ظبي هي الأغلى في الإمارات بالنسبة للوافدين، في حين تراجعت دبي 26 مركزاً مقارنة بالعام الماضي لتحتل المركز 81 عالمياً. ويبدو أن تراجع معدلات التضخم في دول مجلس التعاون الخليجي، مقارنة بمرحلة ما قبل الأزمة المالية العالمية التي شهدت ارتفاعاً كبيراً تجاوز في بعض الدول حاجز ال15 في المئة، ساهم في تراجع مراتب المنطقة في قائمة المدن الأكثر غلاءً في العالم، علماً أن معدل التضخم في المنطقة بلغ 3 في المئة العام الماضي. وجاءت أبو ظبي في المركز 67 ودبي 81 والرياض 135 والمنامة 157، ومدينة الكويت 159 والدوحة 164 ومسقط 184 وأخيراً مدينة جدة السعودية 185. وتُعتبر البيانات الواردة في استطلاع «ميرسر» الأكثر شمولاً في العالم، إذ تُستخدم لمساعدة الشركات العالمية والهيئات الحكومية في تحديد أجور العمال المغتربين وتعويضاتهم. وأكد مدير مكتب «ميرسر» في دبي كالم بيرنز غرين، أن دبي خصوصاً، شهدت انخفاضاً في تكاليف السكن منذ العام 2009، حيث أدت زيادة العرض الكبيرة للعقارات الجديدة المنضمة إلى سوق الإيجارات، إلى خفض النقص الذي استمر لسنوات قبل عام 2008. كما أعلنت الحكومة عن خططها للسيطرة على التضخم في قطاعات رئيسة أخرى مثل المواد الغذائية. ووفقاً للاستطلاع، صنّفت لواندا، العاصمة الأنغولية، للسنة الثانية على التوالي، المدينة الأكثر غلاءً في العالم بالنسبة للوافدين، بسبب ارتفاع التكاليف المتعلقة بالسلامة والسكن الآمن. كما حافظت مدينة طوكيو على ترتيبها في المركز الثاني عالمياً، وكذلك العاصمة التشادية نجامينا التي جاءت في المركز الثالث، تليها موسكو ومن ثم جنيف في المركز الخامس وأوساكا في المركز السادس. أما زيورخ، فارتفعت مرتبة واحدة لتحل في المركز السابع، في حين انخفضت هونغ كونغ إلى المركز التاسع. ويغطي الاستطلاع 214 مدينة تتوزع على القارات الخمس، ويقيس كلفة أكثر من 200 سلعة وخدمة في كل مدينة، من ضمنها السكن والمواصلات والطعام والملابس والمواد المنزلية ووسائل الترفيه. ويعتمد مدينة نيويورك معياراً. أما تحركات العملات فتقاس مقارنة بالدولار. وتلعب تكاليف السكن، وهي الكلفة الأكبر معظم الأحيان للمغتربين، دوراً مهماً في تحديد ترتيب المدن. ومن ضمن المدن الجديدة التي انضمت إلى قائمة أغلى عشر مدن في العالم، سنغافورة التي ارتفعت من المركز 11 إلى 8، وساوباولو التي قفزت 11 مركزاً لتحل في المركز العاشر. كما أظهرت الدراسة أن تكاليف المعيشة في لواندا أغلى بأكثر من ثلاثة أضعاف مقارنة بكراتشي التي جاءت في المركز 214، كأرخص مدينة في العالم. وأشار غرين، إلى أن العالم شهد، خلال جمع بيانات الاستطلاع لهذا العام، عدداً هائلاً من الكوارث الطبيعية والاضطرابات السياسية التي أثرت بدرجات متفاوتة على حياة العاملين المغتربين. وكل ما نتج من هذه الأحداث، ومن ضمنها تقلبات أسعار العملات وتضخم تكاليف السلع والخدمات والتغيّرات في تكاليف السكن، أثر على ترتيب عدد من المدن في اللائحة.