استمعت المحكمة الجزئية المتخصصة في قضايا المتورطين في أعمال إرهابية في الداخل والخارج أمس الى إجابة أدلة الادعاء العام في الجلسة ال25 للنظر في قضية رفعت ضد 16 متهماً قبض عليهم في شباط (فبراير) 2007 في استراحة بجدة، متهمين بتعاون العقل المدبر للمجموعة مع أجهزة استخبارات أجنبية، وانتمائه لتنظيم «القاعدة»، وتواصله مع قائدها القتيل عبدالعزيز المقرن، وتأسيس تنظيم (مشروع الجيل) لجمع التبرعات، وآخر يهدف إلى إشاعة الفوضى للوصول إلى السلطة بالاستعانة بأطراف أجنبية وداخلية. وأوضح المتحدث باسم وزارة العدل الدكتور عبدالله السعدان أمس، أن هذه القضية مبنية على نتائج متابعة لمجموعتين، الأولى قيام أفرادها بأنشطة محظورة تضمنت جمع التبرعات بطرق غير نظامية وتهريب الأموال، وإيصالها إلى جهة مشبوهة توظفها في التغرير بأبناء الوطن وجرهم إلى الأماكن المضطربة، وإصدار أحدهم الفتاوى بوجوب ذهاب الشباب إلى مواطن الفتنة والقتال للمشاركة في ذلك. وأضاف أن المجموعة الثانية عملت على زعزعة الاستقرار، وترويج العداء للدولة، إذ لوحظ اجتماعات متكررة بين هاتين المجموعتين مع بعضهما، تكتنفها السرية والاحتراز الأمني من جانبهم، وعلى إثره تم القبض على عدد منهم في الثالث من فبراير 2007 أثناء اجتماعهم لمزاولة تلك النشاطات في إحدى الاستراحات في محافظة جدة (غرب المملكة)، مشيراً إلى أن التحقيقات أسفرت عن القبض على آخرين، وتوجيه التهم ل 16 شخصاً ممن توافرت الأدلة على تورطهم في أدوار مختلفة بالأنشطة المحظورة. واتهم الادعاء العام العقل المدبر للمجموعة بالتشكيك في استقلالية القضاء، والطعن في أمانة القضاة، إلى جانب أفراد المجموعة ال15 شخصاً، والدعوة والتحريض للخروج إلى مواطن الفتنة والقتال، والتدخل المباشر من دون ولاية في شؤون دول أجنبية ومناطق صراع واضطراب، ودخوله إلى بعضها بطرق غير مشروعة، وتعاونه مع أجهزة استخبارات أجنبية في سبيل ذلك، واشتراكه في القتال الدائر فيها. وذكر السعدان أن العقل المدبر انضم في دعوته لفكر ومنهج تنظيم «القاعدة» الإرهابي، مع انتمائه لها داخل المملكة والترويج له والدعوة إليه مع أفراد المجموعة، فيما تواصل مع قائد تنظيم «القاعدة» السابق القتيل عبدالعزيز المقرن، الذي قتل في مواجهات أمنية في حزيران (يونيو) 2004، ودفاعه عن عناصره وقيادييه وأبو مصعب الزرقاوي، وتمويل الإرهاب والأعمال الإرهابية بدعم جماعات قتالية مسلحة هناك، والاشتراك في إنشاء إحدى الفصائل القتالية في العراق. وتابع: «أسس العقل المدبر إلى جانب المتهمين (13 -14 -16)، تنظيماً داخل البلاد وخارجها تحت مسمى مشروع الجيل، لجمع التبرعات تحت غطاء العمل الخيري، ودعمه لإنشاء أوقاف خاصة له، واستغلاله لتحريض الشباب على تمويل الإرهاب، فيما أيّد جميع أفراد المجموعة، العمليات الإرهابية التي قام بها التنظيم داخل البلاد وخارجها». وذكرت مصادر ل«الحياة» أن العقل المدبر (أكاديمي) استضاف أفراداً من تنظيم «القاعدة» وآخرين من منظري الفكر التكفيري المنحرف، وأرباب الدعوات المشبوهة، ومحرضي الخروج للقتال في العراق، وتواصل معهم داخل وخارج البلاد، وأسس تنظيماً آخر مع المتهمين الثاني والثالث والرابع والخامس والسادس والسابع والثامن والتاسع في المجموعة، يهدف إلى إشاعة الفوضى للوصول إلى السلطة باستغلال الحوادث الإرهابية والاستعانة بأطراف أجنبية وداخلية، للاستفادة من تجاربهم في ذلك. وذكر الدكتور السعدان أن لائحة الادعاء العام تضمّنت تهماً للشخص الثاني في القضية بالتشكيك في استقلالية القضاء، وتأييده تنظيم «القاعدة»، وإصراره على مواصلة هذا المنهج المخالف بنقضه التعهدات التي التزم بها سابقاً، كما تبنى فكر الخوارج بخروجه عن طاعة ولي الأمر والدعوة لذلك والتحريض عليه. وأضاف: «اشترك المتهم التاسع في تمويل الإرهاب والعمليات الإرهابية بتستره على المتهم الأول (العقل المدبر للمجموعة) في جمع مبلغ مليوني ريال لهذا الغرض».