أكد الرئيسان المصري عبدالفتاح السيسي والبرتغالي مارسيلو دي سوزا أهمية التعامل مع تداعيات ظاهرة الهجرة غير الشرعية، وتدفق اللاجئين من «منظور شامل» يتضمن معالجة الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي أدت إلى تزايدها خلال الفترة الماضية. وشدد الرئيسان، خلال محادثات جمعتهما في القاهرة أمس، على ضرورة تضافر الجهود الدولية للتوصل إلى تسويات للأزمات القائمة في دول المنطقة، مع التأكيد على أن التعاون المصري الأوروبي في هذا الصدد يُمثل مصلحة مشتركة تضيف لرصيد العلاقة المتميزة بين الجانبين، خصوصاً في ظل استضافة مصر لملايين اللاجئين، فضلاً عن جهودها في ضبط سواحلها. وقال السيسي، في مؤتمر صحافي مشترك مع دي سوزا، إن محادثاتهما كانت «بناءّة واتسمت بالعمق والتنوع»، مشيداً ب «التطور الملموس» في مختلف مجالات التعاون بين مصر والبرتغال. وأضاف: «اتفقنا على استمرار العمل الوثيق من أجل الارتقاء بعلاقاتنا الثنائية إلى آفاق أرحب، وتعظيم الاستفادة من الإمكانات والفرص المتاحة وسرعة تفعيل الاتفاقات ومذكرات التفاهم الموقعة، بما يؤدي إلى إحداث نقلة نوعية لتطوير الشراكة بين بلدينا». وأوضح أن «الظروف الإقليمية والدولية والتقارب الجغرافي بين البلدين بانتمائهما المتوسطي، يستوجب مزيداً من التنسيق والتعاون من أجل معالجة التحديات ومجابهة الأخطار والتهديدات التي تتسم بالتعقيد وصعوبة التعامل معها بصورة منفردة، نظراً إلى طبيعتها العابرة للحدود، كانتشار الإرهاب والتطرف والجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية، والأدوار الهدامة التي تمارسها بعض الأطراف في المنطقة لإذكاء الصراعات المسلحة والحروب الأهلية وتقويض مؤسسات الدولة الوطنية، من أجل تنفيذ أجندتها الأيديولوجية الضيقة». وأشار إلى الاتفاق على «تعزيز جهود مكافحة الإرهاب والعمل على تجفيف منابع تمويله والتحذير من أخطار التمييز بين الجماعات المتطرفة»، لافتاً إلى أن مصر تنتهج «استراتيجية شاملة لمكافحة هذه الظاهرة البغيضة». وطالب دي سوزا الاتحاد الأوروبي بانتهاج سياسة واضحة وموحدة في ما يتعلق بموضوع الهجرة وملف اللاجئين، منوهاً باستضافة مصر ملايين اللاجئين، ودمجهم في المجتمع، مع اتخاذ إجراءات لوقف تدفق المهاجرين غير الشرعيين عبر شواطئها إلى أوروبا. وهنأ السيسي بفوزه بولاية رئاسية ثانية، معرباً عن سعادته كونه أول رئيس يزور مصر بعد إعلان نتائج الانتخابات. وقالت الرئاسة المصرية في بيان إن الرئيسين عقدا لقاء أعقبته جلسة محادثات موسعة في حضور وفدي البلدي. وقال الناطق باسم الرئاسة السفير بسام راضي إن الرئيس البرتغالي أكد عُمق أواصر الصداقة والروابط التاريخية التي تجمع بين البلدين، وتطلع بلاده إلى العمل على الارتقاء بالتعاون الثنائي مع مصر في المجالات كافة خصوصاً في ظل الدور المحوري الذي تقوم به مصر في إرساء دعائم الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط والبحر المتوسط. وأضاف راضي أن المحادثات تناولت آخر التطورات الخاصة بالأوضاع في الشرق الأوسط والبحر المتوسط، حيث أعرب الرئيس السيسي عن التقدير لموقف البرتغال المتفهم لحقيقة الأوضاع في مصر من منطلق إدراكها للأهمية الاستراتيجية لمصر في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقتين، ولأهمية دورها في إطار مكافحة الإرهاب باعتباره أحد أكبر التحديات التي تواجه آمال شعوب المنطقة في تحقيق التنمية الشاملة. وأعرب الرئيس البرتغالي في هذا السياق عن تثمينه للنجاحات التي تحققها مصر على صعيد الحرب على الإرهاب، مشيراً إلى دعم بلاده جهود مصر في هذا الإطار. وأوضح أن المحادثات تطرقت كذلك إلى آخر مستجدات الأوضاع الإقليمية وتوافقت الرؤى على ضرورة تغليب الحلول السياسية والتسويات السلمية للأزمات القائمة.