أجرى الرئيسان البرتغالي مارسيلو دي سوزا والمصري عبدالفتاح السيسي محادثات في لشبونة أمس، ركزت على البحث في العلاقات الثنائية «وجهود مكافحة الإرهاب»، بحسب بيان رئاسي مصري. وبدأ السيسي أمس نشاطه الرسمي في لشبونة التي وصلها قبل يومين، وبعد مراسم الاستقبال وعرض حرس الشرف، وضع إكليلاً من الزهور على ضريح الشاعر البرتغالي لويس فاس دو كامويش. ثم توجه إلى القصر الجمهوري في لشبونة حيث عقد اللقاء مع دي سوزا. وعقد الرئيسان مؤتمراً صحافياً مشتركاً عقب محادثاتهما، أوضح السيسي خلاله أن «المحادثات تناولت العلاقات الثنائية، لا سيما الاقتصادية، إضافة إلى جهودنا في مكافحة الإرهاب والأزمات السياسية التي تعانيها دول في المنطقة». وأكد أن «مصر ترتبط بالبرتغال بعلاقات صداقة تاريخية نعتز بها»، مشيراً إلى أن بلاده «مرت على مدى السنوات الماضية بتغيرات كبيرة جسدت آمال شعبها في التغيير والحرية والتقدم، وبناء دولة مدنية ديموقراطية حديثة تحقق التنمية العادلة لكل مواطنيها». وأشاد ب «مواقف البرتغال المتوازنة تجاه تطورات عملية التحول الديموقراطي في مصر، ونتطلع إلى استمرار دعمكم لجهودنا في معالجة التحديات الجسام المرتبطة بهذه المرحلة الدقيقة من تاريخ شعبنا». وأشار إلى أن «الفترة الأخيرة شهدت تطوراً ملموساً في العلاقات الثنائية بين البلدين، وأتطلع إلى العمل الوثيق معكم من أجل تنميتها وتطويرها نحو آفاق أرحب، بما يحقق تقدماً عملياً وملموساً نحو تفعيل أطر التعاون القائمة بين البلدين». ورأى أن زيارته للشبونة «نقطة انطلاق نحو تحقيق نقلة نوعية في مستوى وحجم التعاون الاقتصادي بين البلدين، وسعدت باتفاقنا على أهمية متابعة وضع الأطر اللازمة لتنفيذ مشاريع تعاون مُحددة في هذه المجالات وغيرها، من خلال تفعيل عمل اللجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي والفني بعقد أول اجتماعاتها في القاهرة في المستقبل القريب». ودعا المستثمرين البرتغاليين إلى «الاستفادة من الفرص الواعدة في مجال تطوير البنية التحتية في قطاعات تتميز فيها البرتغال على المستوى الدولي كالنقل والشحن البحري، والطاقة التقليدية والمتجددة، وهي المجالات التي تُنفذ فيها مصر عدداً من المشاريع الكبرى في إطار خطتها الطموحة للتنمية المستدامة... والاستفادة من حوافز الاستثمار التي تقدمها الحكومة في إطار قانون الاستثمار الجديد، ومن الفرص المتميزة التي تتيحها مشاريع التنمية في مصر، وعلى رأسها مشروع التنمية في منطقة قناة السويس في موقعها بالغ التميز في قلب حركة التجارة الدولية». ونبّه السيسي إلى أن «القرب الجغرافي لبلدينا على ضفتي البحر المتوسط يفرض علينا التنسيق الوثيق في ما يتعلق بمجابهة كثير من التحديات التي تمر بها منطقتنا في المرحلة الحالية، وعلى رأسها انتشار الإرهاب والتطرف، ومحاولات تفكيك الدول والنيل من فكرة الدولة الوطنية وتقويض مؤسساتها، إضافة إلى مكافحة الهجرة غير المشروعة، وتدفق اللاجئين نتيجة استمرار الصراعات المسلحة والحروب التي يدفع ثمنها الأبرياء من المدنيين». وأوضح أن المحادثات تناولت «التنسيق في شأن مسارات حل عدد من الأزمات التي باتت تسويتها ضرورة حتمية لمستقبل أمن منطقة البحر المتوسط واستقرارها، وأتطلع إلى الاستمرار في التنسيق والتشاور الوثيق بين بلدينا، سواء على المستوى الثنائي أو في إطار المحافل الدولية المتعددة الأطراف، وكذلك في ما يتعلق بالتعاون الثلاثي في تنمية القارة الأفريقية التي تعد نقطة التقاء غاية في الأهمية بين السياسة الخارجية لبلدينا». والتقى السيسي رئيس الوزراء البرتغالي أنطونيو كوستا، قبل أن يحضر مأدبة غداء رسمية أقامها الأخير على شرفه، ويتوجه إلى مقر عمودية لشبونة لمقابلة العمدة. وألقى كلمة خلال حفل الاستقبال الرسمي في مقر العمودية. وتنتهي زيارة السيسي اليوم.