فجر مجهولون أنبوب غاز طبيعي يصل إلى إسرائيل والأردن قرب مدينة العريش في سيناء المصرية، للمرة الرابعة منذ شباط (فبراير) الماضي. وأطلقت السلطات حملة واسعة للبحث عن منفذي التفجير الذي وصفته بأنه «عمل تخريبي منظم». وأكد محافظ شمال سيناء اللواء السيد عبدالوهاب مبروك أمس السيطرة على الحريق. وقال إن «هذا العمل التخريبي الممنهج مشابه لما وقع من حوادث تفجيرات خلال الفترة الماضية، لكنه أخف حدة منها». ورأى أن الهجوم «موجَّه ضد التنمية في سيناء ويهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار والإضرار بالاقتصاد المصري ويعتبر تهديداً لكيان الدولة». وكان مجهولون فجروا أمس أنبوب الغاز الطبيعي المار بمنطقة الطويل جنوب شرق العريش. وسمع سكان المدينة دوي انفجار هائل أيقظهم في الساعات الأولى من صباح أمس ليشاهدوا ألسنة اللهب تصل إلى ارتفاع ما بين 20 و 25 متراً. ولم يخلف الهجوم إصابات، لكنه أتلف أراض في منطقة الزراعات المحيطة به. وفور وقوع التفجير، هرعت سيارات الحماية المدنية والإسعاف إلى مكان الحادث لمواجهة تداعيات الموقف. وقال مصدر في «الشركة المصرية للغازات الطبيعية»، إن فريقاً فنياً من هيئة البترول أغلق المحابس الرئيسة المؤدية إلى مكان التفجير لوقف تدفق الغاز عبر الأنبوب المشتعل، ما خفف من حدة النيران التي أخمدت بعد بضع ساعات من وقف تدفق الغاز. وأشار حارس الأنبوب إلى أن «ملثمين هبطوا من شاحنة صغيرة وطالبوني بمغادرة المكان، كونهم سيفجرون الأنبوب. وبعد لحظات، سمعت دوي انفجار هائل». وأدى التفجير إلى إحداث حفرة عميقة أسفل الأنبوب، كما تطايرت معدات موجودة في المكان وشوهدت ألسنة النيران على مسافة 20 كلم. وجاءت الاعتداءات بعد اسبوعين من قرار السلطات المصرية إعادة النظر في كل اتفاقات الغازات القديمة وفتح تحقيقات في شأن عقود بيع الغاز لإسرائيل التي أبرمت قبل فترة قصيرة من سقوط نظام حسني مبارك. وتمد مصر إسرائيل ب 43 في المئة من مجمل استهلاكها من الغاز الطبيعي، وتنتج الدولة العبرية 40 في المئة من الكهرباء من الغاز المصري.