أعرب وزير الموارد المائية العراقي السابق عبد اللطيف جمال رشيد عن أسفه لعدم فوزه بمنصب المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة الدولية (فاو) في دورتها 37 التي عقدت في روما نهاية حزيران (يونيو) الماضي، وكان ترشح للمنصب ممثلاً العراق. وذهب المنصب للبرازيلي جوزيه غراتسيانو دا سيلفا. وأوضح في حديث الى «الحياة» أن ما ساعده على قبول الترشيح لهذا المنصب هي خبرته المهنية الطويلة وريادته لمؤسسات معيّنة تؤهله لقيادة المنظمة الى آفاق جديدة عبر التفاعل مع الخبراء والمانحين والمعنيين بمكافحة الجوع والفقر، واستعادة دور العراق الفاعل دولياً على صعيد أهداف التنمية المستدامة. وأعرب عن استغرابه الكلي لتغير مواقف الدول العربية والإسلامية منذ الجولة الأولى للاقتراع، خصوصاً أنها أعربت عن دعمها لمرشح العراق عبر رسائل، منها الى الحكومة العراقية، لا سيما من الجامعة العربية التي اتخذت قراراً على المستوى الوزاري لدعم ترشيحه، كذلك من «منظمة المؤتمر الإسلامي» ممثلة بأمينها، أكمل الدين أوغلي، إضافة الى دول كثيرة في أوروبا وأفريقيا وآسيا، لكنه فوجئ بأن مواقف هذه الدول تغيرت لاحقاً. وعن رؤيته لدور «فاو»، أشار الى أن التجربة أثبتت أن المنظمة هي أداة لا غنى عنها في المعركة التي يخوضها العالم لمكافحة الجوع والفقر، لكن يلزمها مزيد من النشاط. وتابع إن العراق كان يطمح عبر ترشيحه لمنصب المدير العام للمنظمة الى أن يصبح من الدول المانحة في المجتمع الدولي ويركز على تطوير برامج المنظمة وتنمية مواردها الخاصة. ولفت رشيد الى أن نجاح «فاو» أو فشلها هو المؤشر الرئيس لنظام الأممالمتحدة بأسرها، لذلك كان يحرص في المناقشات التي أجريت خلال اجتماع المنظمة في روما على قضايا ملحّة، في مقدمها الزراعة وحماية المستهلك والتنمية الاقتصادية والثروات الطبيعية، والى أن عدد سكان العالم سيبلغ 9 بلايين بحلول عام 2050، وهناك بليون شخص يعانون من الجوع وسط منافسة على موارد محدودة من الأراضي والمياه. ونبه الى أن موعد استحقاق أهداف التنمية الألفية أصبح قريباً، لكن الإحصاءات تشير الى أن 17 في المئة من سكان العالم معرّضون للجوع، و «هي نسبة لا يمكن تبريرها بأي شكل».