بالنسبة للمتابع، لا تتعدى قيمة المشارك في برامج المواهب بشكل عام المرحلة التي يصلها هذا المشترك، إذ يقتنع المتابع بأن المشارك يختفي معه نهاية مشاركته، لكن التجربة مختلفة بالنسبة للكوميدي إبراهيم الخيرالله الذي لم تتجاوز مشاركته في برنامج «للعرب مواهب» الذي عرضته قناة «إم بي سي» حاجز الحلقتين، فالخيرالله الذي بدأ تجربته مع الكوميديا من خلال المسرح المدرسي ينظم اليوم عدداً من المناسبات الكوميدية، إضافة إلى كونه اسماً بارزاً في هذا المجال، بحكم أنه أحد أهم المشاركين على خشبة المسارح الكوميدية التي بدأت تنتشر في السعودية أخيراً. المخرج السعودي رجا العتيبي كان أول من منح الخيرالله الفرصة الحقيقة على المسرح من خلال تجربته في «شلة في ورطة»، التي عرضت في موسم العيد بتنظيم أمانة الرياض. هذه الفرصة الصغيرة كانت واحدة من أهم خطوات الخيرالله قبل مشاركته في مسلسل «غشمشم» الجزء الأول و مسلسل «صياحة صياحة» مع محمد العيسى و عامر الحمود. مع نهاية العام 2007 كان الخيرالله قد بدأ تجربته الكوميدية الحقيقة بالاشتراك مع منظم حفلات بريطاني اختاره كأحد المواهب السعودية للمشاركة في مهرجانات خاصة نظمها. وربما تأتي تجربة الخيرالله من خلال برنامج «لا يكثر» الذي يعرض بشكل «شبه أسبوعي» على «يوتيوب» كواحدة من أهم التجارب المحلية، فالخطوة التي بدأت كتجربة تقودها الهواية تحولت إلى نقلة نوعية في تعاطي الشباب السعودي مع الإنترنت والكوميديا بشكل عام. «لا يكثر» الذي يعمل على تجهيز نصوصه الخيرالله، إلى جوار بطله فهد البتيري ويعرض على إليكترونيا في مدة لا تتجاوز الخمس دقائق، يستقطب أكثر من 5 ملايين مشاهد في السعودية والعالم العربي، خصوصاً وأنه أحد أول البرامج الكوميدية السعودية المنتظمة على الموقع الشهير. تجربة تبادل المقاطع الكوميدية المضحكة عبر الهواتف المحمولة بين الأصدقاء والمعارف لم تكن كافية بالنسبة للخيرالله والبتيري اللذان قررا تطوير الفكرة وإيصالها لأكبر عدد من المتلقين عبر الإنترنت، إذ يقول عنها الخير الله في حديثه ل«الحياة»: «بعد أن كانت لنا تجارب صغيرة ومقننة عبر الهواتف المحمولة طرح عليّ فهد البتيري فكرة إخراج هذه المقاطع بشكل أكثر احترافية وعرضها على الإنترنت. الفكرة التي شدتني رغم أني لم أتصور مع بدايتها أن تحقق كل هذا النجاح». نجاح التجربة الإلكترونية المصورة لم يغرِ الخيرالله بالشكل الكافي لنقلها لشاشات التلفاز، إذ يرى بأن العرض ما لم يكن مغرياً «جداً»، فلا داعي لخوض مثل تلك التجربة، خصوصاً وأن التعاطي الإلكتروني مع الكوميديا لا يكلف الكثير، «كل ما يحتاجه تجهيز هذه المقاطع ونقلها للجمهور هو الفكرة القادرة على إضحاك الناس، لذا من المبكر الحديث عن التجربة التلفزيونية وبالشكل العام نحن اليوم أقرب للجماهير من القنوات الفضائية، خصوصاً وأننا ننقل نبض الشارع بشكله البسيط إلى فضاء الإنترنت من دون تنقحيه بشكل يفقده واقعيته كما يحدث أحياناً في تجارب تلفزيونية».