فهد البتيري فنان «الستاند أب كوميدي»، بدأ من بلاد الكوميديا الارتجالية وعاد إليها ليطلقوا عليه لقب «جيري ساينفلد العربي». شارك في عدة مهرجانات عالمية بمعية نجوم كبار على مستوى «الستاند اب» أمثال راسل بيترز وأحمد أحمد والعديد غيرهما. كما شارك أخيرا باحتفالات عيد الأضحى مع طارق العلي وعدة فنانين آخرين. البتيري تحدث ل «شمس» فإليكم أبرز ما جاء في حديثنا معه. حدثنا عن بداياتك؟ بدأت عام 2006 أثناء دراستي الجامعية في أمريكا وبالتحديد ولاية تكساس، ولا أخفيك أنني فشلت كثيرا أثناء عروضي، ولم أتمكن من نزع أي ابتسامة من الحضور حتى اتجهت إلى تأليف نكات متعلقة بتجربتي الشخصية كطالب سعودي يواجه المواقف الطريفة المتعلقة باختلاف الثقافتين السعودية والأمريكية، عندها حصدت إعجاب الجمهور الأمريكي مما شجعني على المشاركة في عدة مهرجانات أمريكية في مدن مختلفة، وبعد انتهاء دراستي الجامعية عدت إلى المملكة ولم يكن هناك أي عروض كوميدية في المملكة مما جعلني أعتبر تجربتي الكوميدية السابقة في أمريكا مرت «كتجربة» فقط، ولن يكون لي أي نشاط مستقبلي في المملكة. كيف شاركت في عرض «محور الشر» الشهير الذي أقيم في البحرين بمشاركة كوميديين عالميين؟ كنت وأنا في أمريكا قد تابعت عرضهم الأول الذي أقيم في أمريكا، وبعد عودتي إلى المملكة عرفت عن طريق المصادفة أن المجموعة ستقيم عرضا في البحرين، مما أثار فضولي وأرسل رسالة إلى مشرف العرض عن طريق موقع «فيس بوك» أسأله عن مدى إمكانية تجربة أدائي خصوصا أنني سبق لي المشاركة في العروض، ليطلب مني القدوم إلى البحرين، وذهبت بعدها هناك وأخبرتهم عن بعض النكات التي جهزتها لهذا الحفل مما أسعدهم ووافقوا على ظهوري مع النجوم الذين كنت أشاهدهم فقط عبر التليفزيون. وبعد الحفل بدت لدي فكرة إقامة عرض داخل المملكة. أخبرني عن مدى تقبل الجمهور السعودي للكوميديا الارتجالية، خصوصا أن المتابعة لهذا النوع من الكوميديا قد بدأت منذ فترة بسيطة فقط؟ بصراحة صدمت عندما قدمت أول عرض لي عندما رأيت الجميع يتفاعل وبشدة مع النكات التي أطلقها خصوصا أنني في بداياتي كنت أعرض نكاتي باللغة الإنجليزية، مما شجعني على إقامة عروض لاحقة وباللغة العربية. ماذا عن المصاعب التي تواجهكم أثناء إقامة المهرجانات؟ المصاعب كانت على المستوى الاجتماعي، لأنه غالبا في مجتمعنا يقابل أي فن بالرفض في البداية، وهذا أثر في نسبة الحضور للعروض، ولكن بمساعدة شركة Luxury Events والتي يرأسها الأمير خالد بن منصور بن سعود، وبمساعدة معاذ خليفاوي وإبراهيم الخيرالله استطعنا تجاوز تلك المصاعب خصوصا بعد فصلنا الجمهور من الجنسين مما ساهم في زيادة عدد الحضور. هل هناك نوعية من النكات لا تستطيع إطلاقها أمام أي جمهور؟ نعم، بالنسبة إلي لا أتطرق لأي نكتة تتعلق بالأمور الدينية أو الإباحية أو السياسية لأنني لا أمثل فهد البتيري فقط إنما أمثل المملكة، هذا الأمر الذي يجعلني أفكر كثيرا قبل أن أطلق أي نكتة. كم يتراوح عدد الحضور غالبا في كل حفلة؟ يتراوح الحضور غالبا بين ألف و1500 شخص في كل حفل. أطلقت مسلسل «لا يكثر» على موقع اليوتيوب، كيف بدأت الفكرة؟ عندما شاهدت اتجاه العديد من الممثلين الأجانب إلى موقع اليوتيوب قررت كتابة نص مبدئي وإطلاقه عبر اليوتيوب، واتصلت على المخرج الشاب علي الكلثمي الذي أعجب بالفكرة، وقررنا العمل مع فريق العمل الذي ضم بجانبنا كلا من المخرج علاء يوسف والفنان الكوميدي الآخر إبراهيم الخيرالله، وفعلا بدأنا بتصوير الحلقة الأولى التي لاقت نجاحا لم نتوقعه ووصل عدد المشاهدات إلى أكثر من 200 ألف مشاهدة خلال أسبوعين فقط مما شجعنا أيضا على تصوير الحلقة الثانية التي كانت مخصصة للحديث عن كأس الخليج التي أقيمت مؤخرا في اليمن. ماذا عن موازنة المسلسل، هل هو بإنتاج شخصي أم بواسطة شركة إنتاج متخصصة؟ هل تصدق بأن ميزانية الحلقتين لم تكلفنا أكثر من ألف ريال!. الكاميرا وهي كاميرا علاء يوسف الشخصية والخلفية البيضاء التي اخترنا بأن تكون فوتوجرافية لم تكلفنا أكثر من 500 ريال، والملابس ملابسي «يقولها ضاحكا» والكرسي موجود. بقي أن أضيف أن من ضمن المبلغ المذكور سابقا قيمة «البنزين» الذي أعبئ به سيارتي عندما آتي للتصوير في الرياض!. بعض الأشخاص يرون أنك تقلد شخصية «موريس موس» الشهيرة في مسلسل «شلة تقنية المعلومات» من خلال المظهر الخارجي هل تهدف من خلال ذلك إلى الظهور بشكل مضحك؟ بصراحة هذا هو مظهري منذ كنت صغيرا ولم أكتشف أني قريب بالشبه من شخصية موس إلا من فترة قريبة، ولكن قد لا تصدق أن العديد من الأشخاص شجعوني على دخول المجال الكوميدي لأنهم يرون أن مظهري «مضحك»!. بحكم أنك تعمل جيولوجي حفر، هل تجد فعلا صعوبة في التوفيق بين العمل وبين التمثيل؟ لا أبدا، فأنا أعمل عرضا كل ستة أشهر ولا يحدث أي تعارض بين العمل وبين التمثيل. ألا تعتقد أن القيام بعروض كل ستة أشهر صعب جدا خصوصا إذا أخذنا في الحسبان أن كوميديين عالميين مثل راسل بيترز يبقون فترة تصل إلى سنتين. كيف تستطيع إيجاد الأفكار والنكات المناسبة لكل عرض؟ صدقني أنني أقل بكثير من زملائي، لدينا مواهب جبارة تستطيع تقديم كل جديد وبشكل متميز. لدرجة أن الكوميديان الشهير أحمد أحمد قال مرة إنه لا يستطيع القيام بعرض كل ستة أشهر أبدا. كلمة أخيرة أود أن أشكر صحيفة الشباب الأولى «شمس» وأشكرك أنت شخصيا على استضافتي في هذا الحوار الجميل، وأعد الجميع بأننا سنقدم ما يرضيهم، والعمل بجهد لإبراز المواهب السعودية في مجال الكوميديا الارتجالية .