أظهرت دراسة حديثة نشرت نتائجها مجلة «نيتشر كومنيكيشنز» أن المحيطات شهدت موجات ارتفاع شديد في درجات الحرارة لفترات أطول وبوتيرة أكبر خلال القرن المنصرم، ما قد تكون له «تبعات مدمرة على المدى الطويل». وبين 1925 و2016، سجلت وتيرة موجات الحر في البحار ارتفاعا بمعدل 34 في المئة وازديادا في مدتها بنسبة 17 في المئة، مع تسارع مسجل منذ 1986، على ما أشارت هذه الدراسة التي قدمت على أنها الأولى من نوعها على المستوى العالمي. وتندرج ضمن خانة موجات الحر البحرية كل حالات ارتفاع الحرارة لخمسة أيام متتالية على الأقل يكون خلالها سطح الماء «حارا بشكل غير طبيعي». وتؤدي المحيطات دورا رئيسا في ضبط المناخ على كوكب الأرض. وهي تخزن جزءا من أشعة الشمس على مستوى خط الاستواء ثم تتحرك المياه في اتجاه المناطق القطبية وتعيد بث الحرارة ما يعدل تاليا درجات الحرارة. وحذر اريك اوليفييه من جامعة دالهوسي الكندية وهو المشرف على الدراسة قائلا «قد يروق للبعض السباحة في مياه دافئة اكثر، غير أن موجات الحر هذه لها آثار مهمة على الأنظمة البيئية والتنوع الحيوي والصيد والسياحة والزراعة المائية». وأشار إلى أن «هذه التبعات تترافق في كثير من الأحيان مع انعكاسات اقتصادية عميقة». ولفتت الدراسة إلى أن موجات الحر هذه متصلة بارتفاع عام في معدلات درجات الحرارة على سطح المحيطات. وفي وقت تستوعب المحيطات أكثر من 90 في المئة من الحرارة الناجمة عن مفعول الدفيئة، «من المرجح أن تواصل موجات الحر البحري ازديادها»، بحسب الباحث في جامعة تاسمانيا نيل هولبروك وهو أحد معدي الدراسة. ويمكن لموجات الحر هذه أن تؤدي إلى ابيضاض في الشعاب المرجانية ونفوق كميات كبيرة من اللافقاريات وزوال غابات وطحالب بحرية. كما أن الأنشطة البشرية لا تفلت من هذه التبعات مع تناقص مخزونات الأسماك. وفي مثال آخر، في 2012 في خليج ماين، كانت أسماك جراد البحر بأعداد أكبر جراء موجة حر بحري ما تسبب بتراجع أسعار مبيعها. وقال إريك اوليفييه «بدأنا للتو فهم أثر التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة المياه في أنظمتنا البيئية البحرية».