تسبب خلاف في شأن اقتراح بحظر الحجاب على الفتيات المسلمات اللواتي تقل أعمارهن عن 14 عاماً، بانقسام بين المحافظين في الائتلاف الحاكم في ألمانيا. ورفضت مفوضة الحكومة الألمانية لشؤون الاندماج، أنيت فيدمان ماتوس، المنتمية إلى الحزب المسيحي الديموقراطي الذي تتزعمه المستشارة أنغيلا مركل، الاقتراح الذي تقدّم به وزير الاندماج في حكومة ولاية شمال الراين ويستفاليا، يواخيم شتامب، ورأت أنه سيثير مشكلات دستورية، ويشكل تحدياً لحقوق الآباء والأمهات. ومن المستبعد أن ترحب مركل، التي تكافح لتغطية خلافات في صفوف الائتلاف الحاكم، بدعوة أعضاء في معسكرها لاتخاذ إجراء في هذا الصدد، ما يعكس صعوبة تواجهها ألمانيا في محاولة دمج 4 ملايين مسلم من مواطنيها. وكان البرلمان الألماني أقرّ العام الماضي قانوناً يمنع الموظفات والقاضيات والمجندات من ارتداء النقاب في العمل. وقال وزير الداخلية هورست زيهوفر، الذي يرأس الحزب المسيحي الاجتماعي المحافظ في ولاية بافاريا، ويوليا كلوكنر، وزيرة الزراعة، وهي من حزب مركل، إنهما باتا يدعمان حظر ارتداء التلميذات الحجاب، بعكس محافظين آخرين، بينهم مفوضة الاندماج. ويهدف زيهوفر، الذي فقد حزبه مقاعد لمصلحة «حزب البديل من أجل ألمانيا»، في انتخابات أيلول (سبتمبر) الماضي البرلمانية، إلى استمالة الناخبين، قبل اقتراع إقليمي مرتقب في بافاريا، في تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، من خلال اتخاذه موقفاً أكثر تشدداً في شأن الأمن والهجرة. معلوم أنه كان تعرض لتوبيخ من مركل، الشهر الماضي، حين قال إن الإسلام لا ينتمي إلى ألمانيا.