أعيد انتخاب الرجل القوي في اذربيجان الهام علييف اليوم (الاربعاء)، لولاية رئاسية رابعة بنسبة تخطت 80 في المئة من أصوات المقترعين بحسب استطلاعات الخروج من مراكز الاقتراع، في انتخابات رئاسية مبكرة قاطعتها أحزاب المعارضة. وكان فوز علييف بالانتخابات مضموناً وحصل على 82.7 في المئة من اصوات المقترعين بحسب استطلاع لدى الخروج من مراكز الاقتراع اجراه «المركز المستقل للابحاث»، وهو المعهد الرسمي للاستطلاعات، فيما قدر استطلاع المعهد الفرنسي «اوبينيون واي» فوزه بنسبة 86.5 في المئة من أصوات المقترعين. وبفوزه سيستمر علييف (56 عاماً) في السلطة اقله حتى 2025. وكان انتخب للمرة الأولى في 2003، في هذه الجمهورية السوفياتية السابقة الغنية بالمحروقات. وخلف والده حيدر، الضابط السابق في جهاز «كي جي بي» المحلي الذي كان يحكم البلاد منذ 1969، واحتفظ بالسلطة حتى وفاته. ولم يتم اعلان النسبة النهائية للمشاركين في الاقتراع، الا انها بلغت 69.9 في المئة قبل ساعتين من اغلاق صناديق الاقتراع، وهي تقديرات شكك فيها نشطاء حقوقيون وقادة في المعارضة. وقاطعت أحزاب المعارضة الاقتراع، معتبرة ان الشروط لاجراء انتخابات ديموقراطية غير متوافرة، متهمة السلطات بالسعي لتزوير الانتخابات. وفي بيان مشترك نشر قبل بدء الاقتراع، أعلن 11 ناشطاً حقوقياً اذربيجانياً ان «الاجواء والتشريعات الانتخابية لم تضمن اجراء انتخابات حرة ونزيهة». واضاف البيان ان «الانتخابات ليست تنافسية على الاطلاق ولا تقدم بدائل سياسية»، واصفين التجييش الاعلامي الذي رافق الاقتراع بانه «مثير للقلق». وفيما تنتقد المعارضة والمدافعون عن حقوق الانسان الهام علييف، يمتدحه داعموه للتطور الذي شهدته البلاد بفضل مداخيل المحروقات وادخاله الحداثة الى اذربيجان التي اصبحت مزوداً مهماً للغاز في اوروبا. واستفادت عائلة علييف من هذه الثروة لتسيطر على كامل مرافق الاقتصاد في البلاد، لكن الهام علييف دائماً ما ينفي ذلك، على غرار نفيه للاتهامات له بالنزعة التسلطية. وعلى رغم وجود سبعة مرشحين منافسين لعلييف، الا انهم غير معروفين من الناخبين الاذربيجانيين ولم يقوموا بحملات انتخابية. ويقول قادة المعارضة إن هؤلاء «المرشحين الدمىقد اختارتهم السلطات للايحاء بوجود منافسة في انتخاب معروفة نتائجها مسبقاً. وكانت المعارضة انتقدت القرار المفاجئ وغير المبرر لالهام علييف بتقديم موعد الانتخابات الرئاسية ستة أشهر. واعتبرت هذه المناورة وسيلة لاختصار الحملة الانتخابية ومنع المعارضة من اتخاذ تدابير ضد عمليات التزوير. واعيد انتخاب الهام علييف في 2008 و2013، وفي كل مرة بنتائج ساحقة، في عمليات اقتراع قالت المعارضة انها لم تكن نزيهة وتخللتها اعمال تزوير. وفي 2009 حمل علييف البلاد على ان توافق عبر استفتاء على تغيير للدستور يتيح له الغاء السقف المحدد لعدد الولايات الرئاسية. وانتقد المدافعون عن حقوق الانسان هذه الخطوة معتبرين انها تتيح له ان يصبح في الواقع رئيساً مدى الحياة. وفي 2016 أدخل تعديلات أخرى تنص على اطالة مدة الولاية الرئاسية لتصبح سبع سنوات. ورأى مجلس اوروبا في هذه التغييرات الدستورية «خللاً خطراً في توازن السلطات» يمنح الرئيس سلطة «غير مسبوقة». ووضع الهام علييف ايضاً افراد عائلته في اعلى مراتب السلطة. وعين زوجته مهربان علييف نائبة اولى للرئيس في شباط (فبراير) 2017، اما ابنه حيدر فغالباً ما يعتبر خلفه المحتمل.