شهدت صناعة الأثواب في منطقة الخليج العربي تغيّراً كبيراً في السنوات الأخيرة، فبعد أن كانت التصاميم مصورة باللون الأبيض وبعض اللمسات الجمالية البسيطة في الياقة والأزرار، أصبحت مراكز تفصيل الأثواب تحاول إرضاء عملائها بتصاميم أكثر تنوعاً من حيث الألوان ودمجها، وإضافة زخارف أو أشكال فنية تضفي على الثوب نوعاً من التميز والفرادة. وقد حققت تلك التصاميم نجاحاً وشيوعاً في الأوساط الشبابية، خصوصاً الذين يتطلعون إلى التجدد لإبراز شخصياتهم والتعبير عن هوياتهم العصرية، التي أصبح عالم الإنترنت والهواتف المتطورة جزءاً لا يتجزّأ منها. وبالتالي لم يعد الثوب الأبيض التقليدي في كثير من الأحيان قادراً على التعبير عن تلك الروح الجديدة التي يتمتعون بها. وأكد مصمم الأثواب العالمي حاتم العقيل، صاحب دار أزياء «توبي» أن «الشباب الخليجي، وحتى رجال الأعمال، والشخصيات الاجتماعية البارزة أصبحت تتطلع إلى ارتداء أثواب أقدر على التعبير عن تميزهم، وإبراز شخصياتهم الفريدة، لذلك بدأت تصبح التصاميم غير التقليدية أكثر شيوعاً، وزادت الرغبة في ارتدائها». وأضاف: «سعيت من خلال تجارب إلى عصرنة الأثواب إلى أبعد من مجرد كونها محاولات فردية لتصبح حالة متقنة في عالم الأزياء الراقية، قادرة أن يكون لها بصمتها الفارقة، لذلك لقبتني الصحافة العالمية بملك الأثواب، لأنهم وجدوا في تصاميمي بُعداً عالمياً يتخطى الحدود والمفاهيم المحلية. تصاميمي تجمع الحس الشرقي في منتهى أصالته مع الروح العالمية للأزياء العصرية بخامات وأقمشة مختارة لتكون الأرقى عالمياً، ولمسات وإضافات تجعل من الثوب تحفة فنية يفخر صاحبها بارتدائها». بفضل نشأته بين أوروبا والولايات المتحدة والسعودية، اكتسب العقيل خبرة في الأزياء لا تضاهى وذلك من خلال العمل مع بعض أفضل الأسماء العالمية وأرقاها وتقديم المشورة لها. وبرؤيته الجمالية الديناميكية الفريدة ونظرته الفنية الدقيقة التي تمعن في التفاصيل وتنفيذ التصاميم، تصدرت مجموعة «توبي» عالم الأزياء لتكون في مقدمته بعد النجاح المدوي للمجموعة الأولى التي عرضت خلال أسبوع دبي للموضة عام 2008، ما دفع العقيل إلى توسيع دائرة أعماله. واتخذ من «ساكس فيفث أڤنيو»، «برجمان مول»، «بوتيك 1 جميرا بيتش ريزيدينس»، و«فيلا مودا» منافذ بيع لآخر ما صممته يداه من تشكيلات تستقطب طيفاً واسعاً من الإماراتيين وزوار دبي من مختلف بلدان العالم. تمكّن العقيل، أو توم فورد الشرق الأوسط كما تلقبه الصحافة العالمية، من جذب عشاق الأزياء الراقية لارتداء الثوب الخليجي مرة أخرى، نظراً لقدرة تصاميمه على منافسة القطع الفريدة التي تنتجها أرقى دور الأزياء. لذلك، فعشاق أزيائه ينتمون إلى أطياف المجتمع، من الشباب، ورجال الأعمال، وكبار المدراء التنفيذيين، وغيرهم ممن يتمتعون بتوقهم للجمال وشغفهم بالأزياء الراقية والتميز. كما أنتج بالتعاون مع سبلاش خط أثواب جديد يكون في متناول الجميع وأسماه «توبي فور سبلاش». وبحسه المرهف وشخصية الفنان التي تؤثر به أحداث العالم أكثر مما تؤثر بغيره، أطلق العقيل حملته للسلام ويخصص ريعها لأطفال العالم المحتاجين أينما كانوا. وتتويجاً لنجاحاته المتتالية افتتح الشهر الماضي الفرع الثاني من توبي في جدة، وسط حشد من الإعلاميين ومحبي الأزياء. وصمم تفاصيله، سواء من حيث الهندسة الداخلية أو المفروشات أو اللمسات الفنية ليكون من أرقى بوتيكات المدينة.