دعا وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي خالد الفالح إلى «إلقاء نظرة جديدة على المملكة العربية السعودية، التي تشهد تغييرات سريعة تجعلها من أماكن الاستثمار الأكثر جاذبية في العالم». واعتبر الفالح في كلمة ألقاها خلال افتتاح منتدى الرؤساء التنفيذيين السعودي- الفرنسي، الذي عُقد في مقر وزارة الخارجية في باريس، على هامش زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أن الشراكة الدولية «ركيزة أساسية لتطبيق الرؤية التي يعتمدها الأمير محمد بن سلمان للمملكة، والمعروفة ب «رؤية 2030». وأشاد بالعلاقات القائمة بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي، التي «تجسد علاقة بين جيل من الشباب من أمتين تسعيان إلى التجديد». وتوقف عند النفوذ الفرنسي في العالم، ووصفه ب «مزيج من النفوذ القوي والمرن». وأعلن الفالح أن «ما يمس فرنسا يمس المملكة، التي تمثل مفتاحاً للحفاظ على السلام والاستقرار في الشرق الأوسط». وعدّد «التغييرات الحاصلة في السعودية والتي تعتمد على القدرات البشرية، خصوصاً الشباب السعودي الذي يمثل الذين هم دون سن ال25 في الغالبية». ولفت إلى ضرورة «فتح آفاق تعاون جديدة في المجال الصناعي خصوصاً البتروكيماوي، الذي يفسح في المجال أمام التنوع الاقتصادي الذي يخدم الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا، نظراً إلى موقع المملكة الجغرافي». وذكر أن شركة «أرامكو السعودية، ستوقع مع مجموعة «توتال» الفرنسية مذكرة تفاهم، لتوسيع نطاق شراكتهما في مجال التكرير، بحيث يشمل المشتقات النفطية في الجبيل. وتوقف وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان عند هيكلية الشراكة الاستراتيجية القائمة بين فرنسا والسعودية. وأشار إلى أن «فرنسا ثالث أكبر مستثمر في السعودية بعد الولاياتالمتحدة والكويت»، كاشفاً أن «حجم استثماراتها يبلغ 5 بلايين دولار». ورأى لودريان أن «أسس العلاقات الاقتصادية متينة وتتيح التقدم في قطاعات كثيرة، من ضمن رؤية 2030»، مؤكداً استعداد بلده ل «الانخراط في السعودية خدمة للعلاقات الثنائية ولمقتضيات اقتصاد كل من البلدين». وفي مداخلة أدلى بها خلال المؤتمر، قال رئيس «توتال» باتريك بويانييه، إن المجموعة «تعد لتوسيع شراكتها مع «أرامكو» والدخول في مجال المنتجات الكيماوية والمشتقات النفطية»، لافتاً إلى أن «شركات فرنسية أخرى مستعدة للخوض في هذا المجال، مثل «سويز» و«ميشلان»، وأن «المشروع سيمثل استثمارات بنحو خمسة بلايين دولار وأن الشريكين يخططان للبدء في أعمال الهندسة والتصميمات خلال الربع الثالث من هذه السنة». وأضاف: «هذا المشروع يعكس استراتيجيتنا المتمثلة في تعزيز تكامل منصاتنا الضخمة للتكرير والبتروكيماويات وتوسعة عملياتنا في البتروكيماويات من اللقيم المنخفض الكلفة للاستفادة من سوق البوليمرات الآسيوية السريعة النمو». وأوضح بويانييه أن مجموعته: «سرعت وتيرة نشاطها في السعودية منذ عام 2006، وضخت استثمارات ضخمة». ورأى أن «رؤية 2030 تسعى إلى زيادة قيمة مضافة من خلال خلق فرص عمل واستغلال الموارد الطبيعية الضخمة من أجل التجديد».