التصوير هواية جميلة، وهو أجمل في دنيا الإعلام والإعلاميين بلا شك، هو شيء من المهنة، وشيء من الفن والإبداع، ولا بد لصاحبه من موهبة تجعله يرسم بالضوء، مثلما يفعل الرسام بريشته. وأخيراً انتشرت عادة حمل الكاميرات الثمينة كثيراً، لاحظت ذلك في حفلة مدرسية، وأعجبتني ملاحظة أحد أولياء الأمور، أن الذين يصورون أكثر من الذين يتصورون، ورأيت في ذلك جانباً حميداً يتمثل في إقبال الناس على هواية كانت النظرة الاجتماعية لها قاصرة، وجانباً يحتاج إلى وقفة هو التبذير، إذ يبدأ كل المراهقين تقريباً من كاميرات ثمينة لا يحملها، فضلاً عن إجادة استخدامها سوى المحترفين. الشأن أصبح مثيلاً بحمل أجهزة الهواتف الذكية، الكل يحملها، والقلة فقط تستطيع استغلال إمكاناتها، أو هي تستثمر إمكاناتها التي كان خلف اختراعها وتبسيطها بلايين الدولارات من الأبحاث والتطوير، والتنافس بين الشركات العالمية. المدارس بدورها، أو بعض المدارس على الأقل بدأت تعطي الهواية مساحة للعرض، وهنا جانب مهم يعكس تغيّراً طفيفاً في ثقافة تحديد مجالات الإبداع والتنافس بين الطلبة. هذا المد وإن كان في ظاهره موضة، إلا أنه سيفرز مع الوقت تعقلاً في الاستخدام، ثم سيبرز مواهب حقيقية يستفيد منها الإعلام السعودي، الذي شكا مدة طويلة من فقر المواهب، وبذكر المواهب نستذكر زملاء كثراً، يأتي في مقدمهم من تشكل وعيي الشخصي في الإبداع الضوئي على يديه، صالح العزاز، رحمه الله، مروراً بالكثيرين، وكان آخرهم الزميل فهد شديد المتخرج من مدرسة ومعمل صحيفة «الحياة». الأسماء كثيرة، وأخيراً برزت أسماء نسائية في محافل محلية ودولية، ولفتني خبر نجاح الشاب طارق بن محمد المطلق في تصدر الترتيب العالمي، من خلال موقع flickr العالمي للتصوير، متفوقاً على مئتي ألف مصور من أنحاء العالم خلال شهر كانون الثاني (يناير) للعام الحالي 2011 وما زال، وذلك من خلال صوره المتعددة التي اختارها من الصحراء وأيضاً خمس صور أخرى لاقت استحسان مسؤولي الموقع. ونتيجة لذلك تلقى المطلق عرضاً من وكالة إعلام إيطالية لتوزيع صوره حصرياً، وكذلك تلقى عرضاً آخر من معرض جيتكس بالصين، حيث طلب منه 13 صورة هناك لتعليقها في المعرض. الملاحظ أن المصورين المبدعين تلتقطهم الوكالات العالمية بسرعة، وينبغي أن تلتقطهم الوكالات المحلية، والمؤسسات الصحافية، فهم مثل الكتاب المميزين، والمراسلين النشطين، مصدر جذب، وبالتالي مصدر كسب وأرباح، والأمل معقود على وكالة الأنباء السعودية أن تكون مصدر الصور السعودية الأول لوسائل إعلام العالم، خصوصاً أنها على ثروة بيئية، ومعالم دينية مقدسة ومناسبات موسمية، يتمنى بلايين البشر الاطلاع عليها. والنصيحة للمبتدئين هي عدم القفز واقتناء الأغلى ثمناً والأحدث، فالموهبة تحتاج إلى صبر، كما تحتاج إلى حس الالتقاط وحس الخيال المتوافر لدى الكثيرين. [email protected]