قالت الأممالمتحدة اليوم (الثلثاء)، إن الجماعات المسلحة في ليبيا تقتل وتعذب المحتجزين في سجون تضم آلاف المدنيين المحتجزين بشكل غير قانوني ويخضع بعضها اسمياً لسيطرة الحكومة. وأضافت المنظمة أن الحكومات المتعاقبة في طرابلس سمحت لجماعات مسلحة باعتقال معارضين ونشطاء وصحافيين وساسة وكانت تدفع أجوراً للمقاتلين وتمدهم بالعتاد والزي العسكري. وقال مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة وبعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا في تقرير: «نتيجة لذلك تنامى نفوذ الجماعات المسلحة من دون رقابة وظلت فعلياً غير خاضعة لإشراف الحكومة». وأضاف التقرير: «يعتقل الرجال والنساء والأطفال في مختلف أرجاء ليبيا بشكل تعسفي أو يحرمون من الحرية بشكل غير قانوني استناداً إلى صلاتهم العشائرية أو الأسرية أو التصورات عن انتماءاتهم السياسية». وشجب مفوض الأممالمتحدة الأعلى لحقوق الإنسان الأمير زيد بن رعد الحسين «الانتهاكات المروعة» و«الرعب الهائل». وحض المفوض السلطات على إطلاق سراح المعتقلين من دون قضايا وإجراء محاكمات في جرائم تشمل التعذيب والخطف والإعدام باعتبارها خطوة في اتجاه العودة لحكم القانون. وذكر التقرير أن العديد من المعتقلين احتجزوا من دون توجيه اتهامات لهم أو محاكمتهم منذ ثورة العام 2011 التي أطاحت بحكم الزعيم معمر القذافي. وأسفرت انتخابات كانت نتائجها محل نزاع عام 2014 عن انقسام البلاد بين فصائل سياسية وعسكرية متنافسة في غرب البلاد وشرقها. وأدت الاضطرابات السياسية والصراع المسلح إلى انهيار اقتصادي وأفسحت المجال أمام جماعات مسلحة منها جماعات متشددة. وقالت الأممالمتحدة: «التعذيب وسوء المعاملة ممنهج في منشآت الاعتقال في مختلف أرجاء ليبيا بخاصة في فترات الاعتقال الأولى أثناء الاستجوابات». وتابع التقرير الذي استند إلى لقاءات وزيارات للسجون وسجلات قانونية وسجلات الطب الشرعي وأدلة موثقة بالصور وتسجيلات الفيديو أن أساليب التعذيب شملت الضرب بقضبان معدنية والجلد والصدمات الكهربائية. وقال التقرير إن السجون الرسمية الخاضعة لإشراف وزارة الداخلية تضم حوالى 6500 سجين وهناك آلاف غيرهم في منشآت تخضع اسمياً لسيطرة الحكومة لكن تديرها جماعات مسلحة. وتدير قوة الردع الخاصة (ردع) المتحالفة مع حكومة الوفاق الوطني، والتي تعد القوة الأكبر على الأرجح في غرب ليبيا، سجناً في قاعدة معيتيقة الجوية في طرابلس يضم 2600 سجين. وقالت الأممالمتحدة: «المعتقلون يتعرضون للتعذيب والقتل خارج إطار القانون والحرمان من الرعاية الطبية الكافية وظروف معيشية صعبة». وتابع التقرير أن 37 جثة على الأقل تحمل آثار تعذيب نقلت إلى مستشفيات طرابلس العام الماضي. وفي الشرق يحتجز حوالى 1800 سجين في الكويفية حيث وثقت الأممالمتحدة التعذيب وظروف الحياة غير الآدمية بما في ذلك في قطاع يديره الجيش الوطني الليبي وهو تحالف يقوده خليفة حفتر. وعثر على جثث أشخاص اعتقلتهم الجماعات المسلحة في الشوارع وفي مواقع جمع القمامة في بنغازي وتحمل الكثير منها آثار تعذيب وإطلاق نار.