أطلقت جمعية «قافلة الخير للخدمات الاجتماعية»، نشاطها السنوي «ملتقى القافلة الشبابي»، في الصالة الخضراء، بعد سنوات من إقامته تحت مسمى «مخيم قافلة الخير» في كورنيش الدمام. وشهد الملتقى، الذي افتتحه نائب أمير المنطقة الشرقية الأمير جلوي بن مساعد، ويستمر حتى يوم الجمعة المقبل، نشاطات منوعة، منها دوري سداسيات كرة القدم، وتتنافس فيه فرق الشركات والهواة، إضافة إلى محاضرة يومية تتناول جانباً تربوياً أو وعظياً، كذلك مشاركة فرق تقدم وصلات إنشادية، أو مشاهد تمثيلية. كما تنوعت أجنحة «القافلة» المرافقة للأنشطة الرئيسة، بين دعوية وتثقيفية، إضافة إلى ركن خاص بمشروع القافلة في الترويج للاستقطاع الشهري، و»قافلتك» لشرح كيفية التعامل مع التقنية، عبر المجسمات والأفلام المصورة، ودور كل جزء في الحاسب الآلي. وآخر يقدم دورات تدريبية في تطوير المهارات الفردية والتنمية البشرية، وركن مهتم في تفعيل النقاشات والحوارات بين الحضور، وشخصية مختصة حول مواضيع مهمة، مثل الإعلام الجديد، والثقافة الجنسية، والزواج، وفن التطوع. وحرصت «القافلة» على إقامة مشروعها الثابت منذ 11 سنة، لاستبدال المواد التي تحوي مضموناً «أخلاقياً منحرفاً»، سواءً أشرطة سمعية، أو مرئية، أو أقراصاً مدمجة، أو حتى مجلات. وبلغ مجموع ما تم استبداله حتى هذه السنة نحو 300 ألف مادة. ومن أبرز أجنحة هذا العام «أنت أفضل»، «لنشر وتعزيز السلوكيات الإيجابية، والتحذير من السلبية»، عبر مجموعة من المنشورات التي تحث على ربط الحزام الأمان، والالتزام في المواقف الصحيحة للسيارات، وعدم رمي النفايات في الطرق، والمحافظة على الصلاة. وقال مشرف هذا الجناح ناشر آل مقبل: «حرصنا على تفعيل قيم تهم شرائح المجتمع كافة، عبر أساليب حديثة بسيطة، تسهل عملية التواصل معهم، ومساعدتهم على الإيجابية في الحياة، والتخلص من الظواهر السلبية». وأضاف آل مقبل، «استحدثنا فكرة البطاقات الملونة التي تعطى لمن التزم في الموقف السليم، وكذلك ربط الحزام، ويتم توزيعها عليهم عند الإشارات والتجمعات. وكلها أفكار عصرية نرى مفعولها من خلال أعداد المتطوعين الذين يرغبون في المشاركة إلى جانب أعضاء القافلة، وكذلك طلاب السنة التحضيرية في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن». وأشار إلى ان هناك «اعتماداً على توثيق الفكرة، وعرضها على شريحة أوسع من الناس، وذلك عبر التصوير والنشر الإعلامي، إذ كرسنا جهودنا لإخراج فيلم مدته سبع دقائق، نوثق من خلاله تجربتنا ميدانياً، إضافة إلى نشر الفكرة مُدعمة بالصور من خلال المواقع الإلكترونية». وعلى رغم كل الجهود المبذولة من أجل إنجاح الملتقى، إلا أن المتابع يلاحظ قلة الحضور للفعاليات خلال السنتين الأخيرتين، اللتين شهدتا «خفوتاً كبيراً»، مقارنة مع تاريخ «القافلة» الذي كان جاذباً للجمهور ومستقطباً لأهم الأسماء الدعوية. وعلق مشرف اللجنة الإعلامية خالد بن محفوظ بالقول: «لاحظنا في السنوات الأخيرة، وجود هوة بيننا وبين الجمهور، لذلك قررنا النزول لهم، ومخاطبتهم بالوسائل التي يحبونها، وعلى رأسها الرياضة، فكانت كرة القدم عنصراً أساسياً في فعاليات الملتقى، لنستقطب مجاميع مختلفة من الشباب، ونوصل لهم الرسائل التربوية والدينية، ولكن ليس عبر الوعظ المباشر. وكلنا أمل أن تساهم هذه الفكرة في ردم هذه الهوة، وإعادة الجمهور لمتابعة القافلة من جديد». وعن سبب غياب أسماء جماهيرية عن قائمة المحاضرات، رد ابن محفوظ، «خاطبنا مجموعة من الدعاة المشهورين في المملكة ودول الخليج. ولكن بحكم ارتباطاتهم ومشاغلهم الكثيرة، اعتذر الكثير منهم، والموجودون الآن فيهم الخير والبركة، من مشايخ المنطقة المشهورين، مثل عبد العزيز السويدان، وإبراهيم الزيات، وإبراهيم بوبشيت، وغيرهم».