بيروت - ا ف ب - حقق الأوكرني فلاديمير كليتشكو حلماً عائلياً إذ جمع وشقيقه الأكبر فيتالي ألقاب الوزن الثقيل في الملاكمة، ويعد ذلك سابقة في رياضة«الفن النبيل». فقبل أيام وفى فلاديمير بوعده و«قضى» على متحديه البريطاني ديفيد هاي، الذي طمح للنيل من «العملاق الأوكراني» قبل الاعتزال في سن الثلاثين، علماً أنهما تقاسما جائزة نقدية مقدارها 25 مليون يورو. لكن فلاديمير تربّع على عرش الوزن الثقيل بعد احتفاظه باللقب الموحد (المنظمة العالمية والجمعية العالمية والاتحاد الدولي) إثر فوزه بالنقاط على هاي في مباراة من 12 جولة أجريت على ملعب نادي هامبورغ الألماني لكرة القدم، أمام نحو 50 ألف متفرج، احتشدوا لمتابعة «النزال الحدث» الأبرز هذا الموسم. وتوقع غالبيتهم أن يصعق كليتشكو متحديه على رغم مزايا الأخير وقدراته وتفوقه فنياً (25 انتصاراً منها 23 بالضربة القاضية في مقابل هزيمة واحدة) على من سبق وواجهه الملاكم الأوكراني. وحصل كليتشكو (35 عاماً) شقيق فيتالي (40 عاماً)، الذي احتفظ بلقب المجلس العالمي للوزن الثقيل في 19 آذار (مارس) الماضي بفوزه بالضربة القاضية على متحديه الكوبي أودلانيير سوليس في الجولة الأولى، على إجماع القضاة الثلاثة. واستفاد كالعادة وعلى غرار شقيقه الأكبر، من فارق الطول (1.99متر في مقابل 1.91 متر لهاي) واستخدام طول يده اليسرى لإبقاء الخصم بعيداً عنه، وتسديد لكمات مركزة باليمنى، أصابت كثيراً هاي من دون أن تسقطه أرضاً، علماً بأن البريطاني استطاع جرح كليتشكو تحت عينه في أحد الجولات. واسف كليتشكو لاخفاقه في تسجيل فوزه ال50 بالضربة القاضية، باعتبار أن تفوقه على متحديه البريطاني حسم بالنقاط، إذ كان يريد تلقينه درساً لن ينساه «خصوصاً انه تجرأ ووصفني بالمخادع، وأهان عائلتي متلفظاً بكلمات معيبة يخجل بها عشاق اللعبة وروادها». وكان كليتشكو وعد قبل المباراة أن يدفع هاي «ثمن تصرفاته اللا أخلاقية وعدم احترامه لي». وذكر خلال مقابلة خاصة مع موقع روسي متخصص بالملاكمة أن «هذا النزال كان مقرراً أن يقام قبل عامين. وكان هاي يظهر مرتدياً قمصاناً تحمل جمجمتين، واحدة لي وأخرى لشقيقي فيتالي، وحتى الآن على قمصانه مثل هذه الصور التي يرتديها متجولاً في هامبورغ. هذا يعد استفزازاً، يجب أن يلقن درساً، لذا تحضرت لأعاقبه في شكل جيد. واعتقد أن مشجعين كثر سيكونون سعداء بذلك. وعدت هاي أن يكون الضحية المقبلة على قائمتي، وساعاقبه على غطرسته ووقاحته تجاهي». وهاي الذي أعلن قبل عامين أن في مقدوره وضع حد لطموح كليتشكو، جعل الأخير يرد عليه ساخراً: «طلب هاي تأجيل اللقاء أسبوعين ليتعافى جيداً من إصابته، ثم راح يماطل، ويبدو أنه غير ناضج كفاية، وبالتالي لن أنازله إلا حين يصبح متحدياً رسمياً». «بعد نزال هامبورغ»، استطاع فلاديمير (110 كلغ) أن يملأ موقعاً شغر منذ اعتزال البريطاني لينوكس لويس عام 2003، و«محاسبة» من تجرأ ومس شرف عائلته، رافعاً رصيده إلى 56 انتصاراً منها 49 بالضربة القاضية ( في مقابل 3 هزائم)، منذ احترافه عام 1996، عقب فوزه بذهبية وزن فوق الثقيل في دورة أتلانتا الأولمبية. وامعاناً في «احتقار» هاي، أعلن فلاديمير بعد الفوز أن إقامة مباراة ثانية ليست على رأس أولوياته. لكن هاي برر خسارته بإصابته «بكسر في أحد أصابع قدمي اليمنى قبل أسابيع فضلت عدم الكشف عنه». وأضاف: «كنت أتناول مسكنات خلال التدريب. لم أكن في حالتي الطبيعية، ولم اتمكن من دفع قدمي اليمنى إلى الأرض، هذا محبط للغاية». واعتبر في الوقت عينه، في ما يشبه الاعتذار على إهانته «آل كليتشكو»، أن فلاديمير «هو أفضل ملاكم في العالم»، لكن «اعتقد أنه يمكن أن اتغلب عليه في مباراة ثانية»، موضحاً: «لم أخرج كل ما في جعبتي أمام كليتشيكو بسبب الإصابة. لكن عموماً ليس هذا هو السبب، ببساطة كان أفضل مني. كنت الاسوأ ولو كنت جاهزاً بنسبة 100 في المئة لما كنت قد فزت بالمباراة. إنه حالياً أفضل ملاكم»، مجدداً رغبته في نيل فرصة ثانية أمام منافسه. وكليتشكو الذي أقسم أن يجبر هاي على الاعتزال وهو في «قمة الإحباط» لم يعلق على «التمنيات المبطنة» للبريطاني، مكتفياً برفض «النظر في هذا العرض الآن». ويعتز كليتشكو كثيراً بحزام مجلة «رينغ ماغازين» المتخصصة بقدر اعتزازه بأحزمة الألقاب التي يحملها. لكنه لم يصنف بعد في خانة عظماء «الفن النبيل» وأساطير الوزن الثقيل. ولم يدخل لائحة الأميركيين الكبار منذ مطلع القرن الماضي: جاك جونسون وجاك ديمبسي وجو لويس وروكي مارتشيانو ومحمد علي كلاي وجورج فورمان ولاري هولمز ومايك تايسون وريديك بووي وايفاندر هوليفيلد ... والبريطاني لينوكس لويس، نظراً لافتقار أسلوبه إلى «السحر» كما يحلل خبراء، ومواجهته عموماً منافسين أدنى منه مستوى، وبالتالي فإن «معمودية التكريس» تفرض عليه الفوز في مباريات لا يتمتع فيها بالأفضلية (على غرار مباراته الأخيرة مع هاي). لكن فئة الوزن الثقيل تفتقر منذ سنوات إلى نوعية «الأميركيين العمالقة» من ذوي القامات الفارعة (أطول من 90ر1م). وأصحاب المؤهلات الجسدية الرياضية «المثلى» لهذا الاختصاص المضني يبدو أنهم باتوا يفضلون ألعاباً «أقل ألماً» مثل كرة السلة وكرة القدم الأميركية. وبعيداً عن الملاكمة يحظى فلاديمير بنجاح آخر كونه يحمل درجة الدكتوراه في العلوم الرياضية، وهو سياسي ناجح يتزعم في كييف أحد أحزاب الوسط المعتدل. ويناصر علانية دخول القيم الأوروبية الغربية إلى بلاده، ويتميز عن باقي نظرائه السياسيين باستخدامه لغة راقية في أحاديثه العامة، وتأييده العلني لضرورة وجود حكومة تتسم بالشفافية على الطراز الأوروبي. وأوردت تقارير إخبارية قبل شهور أن الممثلة والمغنية الأميركية هايدن بانتير على علاقة بكليتشكو. وشوهدا معاً مرات عدة إذ التقطت لهما صور. وحضرا في ميامي استعراض ليدي غاغا لمناسبة احتفالات رأس السنة، وظهرا في غاية السعادة و كانت علامات الحب واضحة عليهما على رغم الفارق الكبير بينهما، فعندما تراهما معاً تلاحظ كم تبدو هايدن ضئيلة الحجم بجانب حبيبها.