دشن المدير العام لفرع وزارة الثقافة والإعلام بالمنطقة الشرقية ماجد البابطين، المعرض الجماعي الأول ل«جماعة فنون الجبيل التشكيلية»، في مقر جمعية الثقافة والفنون بالدمام. والمعرض الذي يستمر أربعة أيام، يضم 44 عملا فنيا، ومشاركة 9 منحوتات، ل25 فنانا وفنانة تشكيليين من محافظة الجبيل وعدد من ضيوف شرف المعرض. وشكلت الأعمال الفنية المشاركة تنوعا من ناحية المدارس والأساليب الفنية، وتفرد كل فنان بمدرسته وأسلوبه الخاص. وعن هذا التنوع قال الفنان التشكيلي محمد الشنيفي: امتاز المعرض بتنوع الأساليب في اللوحات الفنية، وشاهدنا كثيرا من الفنانين الحاضرين الذين أضافوا بعدا فنيا آخر إلى المعرض، كما شكل وجود المدير العام لفرع وزارة الثقافة والإعلام بالمنطقة الشرقية ماجد البابطين حضورا مختلفا، إذ شاهد أعمالا فنية تستحق الإشادة بها». وتمثلت مشاركة الشنيفي بتعريف بالفن الرقمي، كونه يعتبر أصعب في الوصول إلى الجودة التقنية، ولأنه يعتمد على عمليات إبداعية تحتاج الى تألق الفنان تقنيا، إضافة إلى تألقه في عملية الرسم، إذ يقوم فيه الفنان التشكيلي تحديدا ببناء وتكوين لوحته الفنية من الصفر، من دون الاعتماد على وسائط. بدورها، أفادت الفنانة التشكيلية منى الشيخ أن المعرض «خلق أجواء فنية جذبت الفنانين والنقاد والإعلاميين والمهتمين بالفن التشكيلي، وسط حضور لافت، مؤكدة أن التنوع في أعمال جماعة فنون الجبيل التشكيلية «شكل ميزة للمعرض، وأبرز قوة كل فنان بأسلوبه الذي يمتاز به، ما يعد سر نجاح المعرض». وأعربت عن سعادتها لمشاركتها بصفة ضيف شرف في معرض جماعة فنون الجبيل التشكيلية. وفي ما يخص مشاركتها، فهي تنفرد باستخدام طريقة الضرب بالفرشاة بضربات متتالية بمثابة تقنية في عمل اللوحة، عبر توليفة من الألوان لتكوين موضوع اللوحة النقطية، ويعتبر هذا الأسلوب الفني من بداية مدارس الفن الحديث، وله رواده. وقالت الفنانة التشكيلية عائشة العيدان: «أتاح لنا المعرض فرصة للقاء نخبة من رواد ومتذوقي الفن التشكيلي، وتبادل الآراء والأفكار، ما يسهم في إغناء الذوق الفني، مع وجود أعمال تمثل مختلف المدارس والتيارات الفكريّة والأساليب الفنيّة، ويتعاملون مع شتّى الخامات الفنيّة التي امتازت بتفاوتها، بين ما هو جديد في الموضوع والمحتوى، وبين ما هو مكرر بأسلوب جميل، ما أثرى المعرض كثيراً». وأكدت العيدان أنها تعمدت الخروج عن اللوحة التشكيلية التقليدية «ولا يتعلق الأمر بنقل الواقع، بل الرغبة في إبراز عصارة أفكارها وتصور عدسة عينيها للحياة وسعيها إلى إعادة صياغة الواقع على سطوح لوحاتها ببصمتها الخاصة شكلا ولونا، وتركيب الشخوص بلوحاتها بطريقة تذهب بالحدث إلى أقصى معانيه الرمزية من دون تقيد، وبالتالي الوصول والاستمتاع بإحساس المتلقين والنقاد المختلفة كل بحسب قراءته وترجمته للعمل، التي بطبيعة الحال تصنع منها فنانة أكثر قوة وخبرة». أما مدير جمعية الثقافة والفنون في الدمام يوسف الحربي فقال: «المعرض تنوع بأساليبه التجريدية والواقعية والانطباعية والسريالية، وأبرز الخامات الكثيرة من ألوان زيتيه وأكريليك وباستيل والفحم والرصاص، وحتى الرسم الرقمي، التي جسد من خلالها الفنانون عددا من المواضيع، كالطبيعة الصامتة، والتراث، وغيرها من مواضيع الفن المعاصرة، التي تعبر عن الإحساس العميق للفنان في التعبير عما يلمسه ويتأثر به». في حين أوضح المشرف العام على جماعة فنون الجبيل التشكيلية محمد بن هلال أن افتتاح المدير العام لفرع وزارة الثقافة والاعلام ماجد البابطين المعرض «أسعد كل الفنانين والفنانات المشاركين في المعرض، لما عرف عنه حبه وتشجيعه للحركة الفنية التشكيلية، إذ شكل حضوره حافزا قويا للمضي بالحراك التشكيلي في الجبيل إلى الأمام. فالمعرض الجماعي يعد قفزة لتشكيلي الجبيل نحو مزيد من التقدم الفني لهم. ويأتي المعرض ضمن التعريف بأعمال فناني الجبيل، وتسليط الضوء على خبراتهم الفنية، وكشفت جماعة فنون الجبيل التشكيلية عن عزمها استمرار تعزيز مشاركاتها داخل المملكة وخارجها.