قال نائب رئيس الهيئة السعودية للحياة الفطرية الدكتور هاني تطواني، إن الهيئة أعدت استراتيجية وطنية شاملة للمحافظة على التنوع البيولوجي بمشاركة جهات معنية في المملكة، فيما يعكف المختصون حالياً في الهيئة على مراجعتها وتحديثها. وأكد تطواني، وجود ترابط وثيق بين أمن الصحة والأمن الغذائي بالتنوع البيولوجي وصحة الأنظمة البيئية، لافتاً إلى الدور الحاسم والمصيري الذي يلعبه التنوع البيولوجي في تغذية الإنسان من خلال دوره في إنتاج الغذاء، لأن صون التنوع البيولوجي يضمن الإنتاجية المستدامة للتربة ويوفر الموارد الجينية للمحاصيل، والأنواع غير المحصولية الفطرية، والثروة الحيوانية والكائنات البحرية والثروة السمكية بأنواعها التي يتم حصادها للغذاء. واعتبر تطواني الوصول إلى الاكتفاء من مجموعة متنوعة من الأغذية من العوامل الأساسية المحددة للصحة، بحيث لا يعاني السكان من سوء التغذية أو السمنة. وقال: «تأكد ذلك من خلال التقرير المشترك بين اتفاق التنوع البيولوجي ومنظمة الصحة العالمية الذي صدر في العام 2015، بعنوان ربط الأولويات العالمية: التنوع البيولوجي والصحة البشرية، والذي يشير إلى أن تنوع الأنواع والأصناف والسلالات وكذلك الأغذية الفطرية والمصادر الطبية (الأسماك، والنباتات، ولحوم الحيوانات الفطرية والحشرات والفطريات) يدعم التنوع الغذائي والتغذية الجيدة والصحة لدى الإنسان». وأضاف أن التنوع البيولوجي النباتي هو مصدر وحيد للأدوية الطبيعية على الصعيد العالمي، إذ يتم استخدام حوالى 60 ألف نوع فطري لما لها من خواص طبية وغذائية وعطرية، مشيراً إلى انه في عدد من دول العالم التي تحتفل هذا اليوم بهذه المناسبة السنوية، وخاصة الدول النامية، يشكل الطب التقليدي جزءاً لا يتجزأ من نظام تقديم الرعاية الصحية. فيما تسهم الإدارة الحكيمة للبيئات والموائل المتنوعة في الحد من مخاطر الكوارث وتعزيز قدرة المجتمعات على التكيف مع جميع الأحداث الطبيعية والناشئة نتيجة للأنشطة البشرية. وأشار إلى أدلة قوية على فوائد التفاعل مع الطبيعة والحياة الفطرية، بما في ذلك الحيوانات الأليفة والحيوانات الفطرية في البيئات الطبيعية، في علاج حالات الاكتئاب والقلق والمشاكل السلوكية، وخاصة عند الأطفال والمراهقين. علاوة على ذلك، فإن الأطفال الذين يتفاعلون مع الطبيعة ويفهمون أهمية الحفاظ على الحياة الفطرية والتنوع البيولوجي قد يكونون أكثر حرصاً على الطبيعة بأنفسهم كبالغين لذلك تعنى برامج الهيئة السعودية للحياة الفطرية بالبرامج التوعوية التي تستهدف الناشئة من طلاب المدارس والجامعات لما لهم من أثر متوقع في الحد من تدهور التنوع البيولوجي في المملكة حالياً ومستقبلاً. ودعا نائب رئيس الهيئة السعودية للحياة الفطرية للعناية في عناصر التنوع البيولوجي كافة. وأشار الى ما لاحظته منظمة الصحة العالمية أخيراً، بأن كل نَفَس نستنشقه يعتمد على حياة أخرى ونوع آخر من مخلوقات الله. ولأجل العيش في وئام مع الطبيعة وحياتنا الفطرية، دعونا نركز على الاستخدام المستدام لمزايا التنوع البيولوجي والمحافظة عليها وتقاسمها بطرق تمكّنها من البقاء لنا وللأجيال المقبلة بديمومة لحياة صحية ومنتجة. وشاركت الهيئة السعودية للحياة الفطرية اليوم (الأحد)، في الاحتفال بيوم الصحة العالمي 2018، والذي يقام تحت شعار «التغطية الصحية الشاملة: للجميع وفي كل مكان»، ويبرز هذا الشعار العلاقة المباشرة بين صحة الانسان ورفاهيته والمحافظة على التنوع البيولوجي بعناصره كافة، مؤكدة ضرورة أن يأخذ في الاعتبار أن صحة الإنسان ورفاهيته تعتمد بشكل مباشر وغير مباشر على الهواء النظيف، والمياه العذبة، والدواء، والغذاء، ومصادر الوقود.