أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أن العراق يمتلك مخزوناً جيداً من النفط والغاز، مشدداً على ضرورة وقف الاعتماد على النفط كمصدر وحيد للطاقة والاستفادة من الاستثمارات عبر الانفتاح على العالم. وقال خلال مؤتمر للطاقة إن «التنمية النفطية يجب أن تستخدم للنهوض بالبلد، ونعمل على تحويل الطاقة لمصلحة المواطنين»، محذراً من استمرار اعتماد العراق على النفط كمصدر رئيس للاقتصاد، لأن الأسعار غير ثابتة». وأضاف: «يجب أن نؤسس ليكون الاقتصاد قوياً ولا يعتمد على النفط، كما أن العراق يتمتع بمخزون كبير من النفط والغاز ونحن مصممون على الاستفادة منه»، مشيراً إلى أن «خفض الإنفاق التشغيلي في فترة الحرب إنجاز كبير حققته الحكومة، والعراق منفتح على المجتمع الدولي والاستثمار الخارجي ونرحب بأي فرصة استثمارية». وقال رئيس لجنة الاقتصاد والاستثمار النائب أحمد سليم ل «الحياة»: «هناك تسابق بين دول المنطقة للحصول على ربط سككي مع العراق، ومشروع الربط السككي، أو ما يعرف بالقناة الجافة، سيكون أهم من قناة السويس، إذ يربط الحركة التجارية بين الشرق والغرب عبر موانئ الخليج العربي وصولاً إلى أوروبا مروراً بالعراقوتركيا». وأضاف أن «إيران تمكنت من الحصول على هذا الربط من دون أن يستفيد العراق بالمقابل، إن عبر زيادة إطلاق المياه أو تطوير شط العرب في الجانب العراقي». وكشف وزير الماء والكهرباء الكويتي بخيت الرشيدي عن قرب توصل بلاده مع العراق إلى اتفاق نهائي لاستيراد الغاز العراقي، وذلك خلال شهرين. وقال في تصريحات إن «التفاصيل لن تكون مشكلة بعد إبرام الاتفاق النهائي»، في إشارة إلى وجود خلاف بين الجانبين حول السعر». وأضاف أن «الاتفاق النهائي سيبرم خلال الشهر الجاري». وأوضح أن «العراق يعد بوابة الكويت إلى أوروبا، لذلك نناقش كدول خليجية مع العراق ليكون هناك ربط كهربائي كنقطة أولى ثم إلى تركيا وبعدها الربط مع أوروبا ليكون هناك ربط بالشبكة الكهربائية العالمية، ما يعتبر بعداً استراتيجياً للشبكة». وأكد الأمين العام ل «منظمة الدول المصدر للنفط» (أوبك) محمد باركندو أنه «من غير الممكن استقرار أسعار النفط وفق قرار خفض الإنتاج من دون العراق». وأشارت وزارة النفط في بيان إلى أن «وزير النفط العراقي جبار علي حسين اللعيبي استقبل باركندو والوفد المرافق له، وجرى خلال اللقاء تأكيد دعم استقرار السوق النفطية». وأكد «ضرورة استمرار التعاون المثمر بين العراق وأعضاء منظمة أوبك من أجل تحقيق استقرار أكثر للأسواق العالمية» مؤكدا أن «قرارات أوبك ساهمت في وقف تدهور أسعار النفط». وأشاد باركندو «بدور اللعيبي المحوري في تحقيق إنجاز قرار أوبك في خفض الإنتاج، إذ يمثل العراق ثاني أكبر منتج للنفط في أوبك، ومن دونه لا يمكن أن يحدث الاستقرار، بالتالي فإن الدور الذي لعبه العراق كان إيجابياً ومهماً، ما أدى إلى استقرار السوق النفطية، فضلاً عن الارتفاع الذي شهدته أسعار النفط عالمياً». ويسعى العراق إلى زيادة معدلات إنتاجه من النفط وإيجاد أسواق أخرى غير التي تعتمدها خريطته التصديرية منذ 10 سنوات، وتحديداً السوق الهندية التي تعتمد بالدرجة الأولى على النفط السعودي. وأظهرت بيانات «تومسون رويترز» أن واردات الهند النفطية من العراق في نيسان (أبريل) 2017 تجاوزت مليون برميل يومياً للمرة الأولى، بزيادة الثلث تقريباً مقارنة بآذار (مارس) و8 في المئة على أساس سنوي. ويمثل احتياط النفط العراقي، بحسب بيانات وزارة النفط، نحو 10.7 في المئة من إجمالي الاحتياط العالمي. وتؤكد البيانات حفر نحو 115 حقلاً نفطياً، تقدر احتياطاتها بنحو 311 بليون برميل، كما أن العراق يحوي أيضاً على 415 حقلاً غير مكتشف، تزيد احتياطاتها على 215 بليون برميل. وتتركز حقول النفط والغاز المنتجة حالياً في محافظتي البصرة وكركوك، وتأتي بعدهما في الأهمية حقول محافظات ميسان وبغداد وصلاح الدين وديالى ونينوى. ويحتل العراق المرتبة 11 عالمياً في احتياطاته الغازية البالغة 131 تريليون قدم مكعبة، ويُرجح أن يصل إلى المرتبة الخامسة في حال استكمال استكشافات الغاز.