فكرة مبتكرة بدأت فتيات جامعيات تنفيذها هذا العام باستخدام سياراتهن الخاصة في نقل صديقاتهن من وإلى الجامعة مقابل مبالغ مالية بدلاً من استئجار خطوط نقل جماعية يديرها الشباب. الفتيات الجامعيات بمعظمهن في بغداد ومدن عراقية أخرى يستأجرن سيارات، بخاصة بالاتفاق مع صديقاتهن في الجامعة ذاتها أو في الكلية ذاتها لكن من مراحل دراسية مختلفة، إذ تنتشر إعلانات خطوط النقل الجامعية على جدران الكليات منذ الأسبوع الأول لبدء العام الدراسي فينتظم الطلاب الذين يقطنون المناطق القريبة من بعضها في خط نقل واحد وبعض تلك الخطوط تستعين بسيارات خاصة بالطلاب الشباب أنفسهم. هذا الروتين السنوي كسرته فتيات جامعيات هذا العام، إذ استخدمن سياراتهن الخاصة لنقل صديقاتهن في الكلية ذاتها وهو أمر غير مألوف سابقاً في الوسط الجامعي، لكنه بالفعل بدأ يظهر تدريجاً في عدد من الجامعات، لا سيما في بغداد. وِد أحمد طالبة في كلية العلوم بجامعة بغداد تجمع صديقاتها من المناطق القريبة لمنزلها في الوزيرية وتنقلهن إلى الجامعة ذاتها، توفيراً للجهد والوقت. تقول وِد: «تم قبول عدد من صديقاتي في المدرسة الإعدادية في الجامعة ذاتها لذلك أقوم بنقلهن معي ثم نعود بعدها سوياً عند انتهاء الدوام فأوصلهن إلى منازلهن وأعود إلى بيتي، وهذا الأمر وفر لنا جميعاً انتظاماً في الدوام من دون تأخير لكوننا جميعاً طالبات في المجمع ذاته». وتضيف: «أطمح لأن لأستبدل سيارتي الصغيرة بسيارة نقل عام تتسع لأكثر من عشرة ركاب كي أضيف عدداً جديداً من الفتيات إلى خط النقل، فالأمر بات يمثل فرصة عمل جيدة لي ولبقية الطالبات أثناء الدراسة ويوفر لنا دخلاً لا بأس به وهو لا يتطلب ساعات عمل مسائية أو غيرها ... وكل ما نفعله هو نقل أشخاص آخرين معنا وإعادتهم عند عودتنا». الفكرة استهوت الكثيرات غير ود، لكن الفتيات بمعظمهن ينقلن صديقاتهن الجامعيات ويرفضن نقل الشباب من زملائهن إما بسبب رفض بعض الفتيات المنتظمات في خطوط النقل للفكرة أو بسبب رفض عائلات الفتاة التي تقود السيارة أو لأن وجود الفتيات دون الشباب يوفر لهن راحة ومرونة في طريقة الجلوس داخل السيارة وتبادل الأحاديث عن الحياة الخاصة. تقول مينا شاكر (21 سنة) والتي تنتظم في أحد خطوط النقل لصديقاتها، أن فكرة وجود سيارة نقل للطالبات تقودها فتاة شيء رائع لأن الوضع سيكون ممتعاً داخل السيارة في رحلتي الذهاب والإياب. وتضيفك «الفتيات بمعظمهن يفضلن وجود مثل هذه الميزة، لكن الأمر ما زال محدوداً بعدد قليل من الفتيات اللواتي يمتلكن الشجاعة لخوض التجربة وتحويل سياراتهن الخاصة إلى خط لنقل الطلاب في الجامعات وغالبية تلك التجارب تنحصر بالصديقات اللواتي يقطن المنطقة ذاتها أو مناطق متجاورة أو اللواتي يدرسن في الكلية ذاتها». تتوقع مينا أن تتسع التجربة في الأعوام المقبلة حتى تصل إلى درجة المنافسة بين الطالبات والطلاب على تحصيل الخطوط، لا سيما في حال قررت فتيات أخريات خوض التجربة باستخدام سياراتهن الخاصة. وعلى رغم حداثة التجربة، إلّا أنها المرة الأولى التي تحظى فيها مبادرة من هذا النوع بموافقة مطلقة من الأهل، فضلاً عن تشجيع بعض أساتذة الجامعات الفتيات اللواتي يعملن في مجال نقل الطلاب، لا سيما أنهن بمعظمهن ينقلن صديقاتهن، ومن أهم الميزات لهذا النوع من التجارب هي أن الطالبات لا يتعرضن لمقالب سائقي الخطوط الذين يختلقون الحجج في التأخير عن مواعيدهم صباحاً ومساء، كما أن مرور سيارة تقودها فتاة من أمام نقاط التفتيش أثناء الامتحانات أكثر سهولة مقارنة بمرور سيارة مليئة بالشباب، إذ غالباً ما يثير الأمر شكوك تلك النقاط فتطلب من الشباب الخضوع للتفتيش قبل المرور.