كثيراً ما يُحكى عن الغموض الذي يسيطر على الحياة البحرية والكائنات التي تعيش في أعماق المحيطات والبحار، حتى أن العلماء يقولون إن الأسرار في تلك الأماكن لم يُكتشف منها إلا 5 في المئة. في «أكواريوم الشارقة» الذي افتتح قبل 10 سنوات، يشعر الزائر بأنه غائص في عمق محيط مع شعابه المرجانية وكائناته المتنوعة، المعروفة وغير المعروفة، الكبيرة والصغيرة، المفترسة والطيبة، الموجودة بكثرة والمهددة بالانقراض... فإضافة إلى قناديل البحر وأسماك القرش وأسماك المهرج وفرس البحر الرقيق والإنقليس وأسماك الشفنين البحرية، يمكن الزوار أن يروا سمكة الهامور الحمراء التي تتحول من أنثى إلى ذكر. أمام تلك السمكة يقف الصغار حائرين ويسأل أحدهم الآخر: «هل هذه السمكة المتحولة؟ وكيف تتحول؟ هل من الممكن أن نتحول نحن أيضاً عندما نكبر؟». هي أسئلة بريئة، لكنها تجعل الكبير يفكر فعلاً في تلك الأمور. لذلك، وبعد بحث في موضوع التحول الجنسي لأنواع من الأسماك، تبيّن أن ذلك التحول موجود ليس فقط لدى سمكة الهامور، بل منتشر في أعماق المحيطات بين كائنات مختلفة. أما الأسباب وراء ذلك فهي عوامل طبيعية. فوجود ذكر وسط مجموعة من الإناث يمنعها من تحويل جنسها، فيما قد يسبب غياب الذكر تحول أنثى واحدة منها، والأرجح أن تكون الأكبر، إلى ذكر لضمان الاستمرار. ومن تلك الكائنات، سمكة الهامور التي قد يصل طولها إلى أكثر من متر ووزنها إلى 100 كيلوغرام ومعظمها من الإناث. ولكن عندما يصل وزنها إلى ما بين 10 و 12 كيلوغراماً تتحول إلى ذكر. وهناك «سمكة المهرج» التي عادة ما تقيم علاقات يتزوّج فيها الذكر بأنثى. وعندما تنفق الأنثى يحول الذكر نفسه إلى انثى ليجد ذكراً له كي لا يبقى ذكراً يصعب عليه إيجاد انثى. وفي موضوع «المساواة الاجتماعية البحرية»، تأتي سماك الطباشير التي تعيش في الشعاب المرجانية في الكاريبي لتحقق تلك العبارة. فبإمكانها تغيير جنسها 20 مرة في اليوم، ليساهم الشريكان في وضع البيوض. أما التحول الجنسي فهو ليس عسيراً، إذ إنها تملك جهازاً تناسلياً يضم أنسجة ذكرية وأنثوية، وبهذا يحصل التحول بسهولة. يذكر أن «أكواريوم الشارقة» هو أول مركز تعليمي حكومي في الإمارات عن الكائنات البحرية، يتألف من طابقين مجهزين بعشرين حوضاً تستوعب 1.8 مليون ليتر من المياه. ويعمل في المنشأة فريق عمل كبير ومتطوعون للاعتناء بالمكان وجعله ملاذاً آمناً للأسماك، وموطناً ملائماً لنمو الشعاب المرجانية، بعد ازدياد التلوث البحري على مستوى العالم وانتشار العوامل التي تضر بالبيئة البحرية.